في ذات المكان التي عرفته العرب وقصدته قبل آلاف السنين..يعود يعبق في المكان شذاهم وعبير قصائدهم وحكاية الشعر مع قوافل الحبر والتجارة التي كانت تقصد العرفاء قي الطائف قديما وتحت قبة النابغة الذبياني يجتمع الشعراء يتعاكظون ويتفاخرون ويقولون الشعر ويستمعون إليه.
عكاظ.. السوق العربية في نسختها الخامسة هذا العام تعود وتعود إليها قوافل الشعر والقادمون من بقاع عالمنا العربي يحيون التراث والماضي مستشرفين المستقبل حيث تسعى هذه السوق حسب قول صاحب السمو الملكي خالد الفيصل رئيس اللجنة الإشرافية على السوق أن لا تكون حدثا ثقافيا فحسب بل مشروعا حضاريا إنسانيا متكاملا ومهرجانا متميزا عن المهرجانات المحلية الأخرى في المملكة، ولعل أبرز ما يميزه هذا العام هو برنامج « عكاظ المستقبل» الذي يعنى بالإنسان ومستقبله وبنائه وفكره حيث كما وصفه الأمير الشاعر بالقوي الأمين.
«الشعر الماركة المسجلة لسوق عكاظ» حضر في المسرحية الشعرية التي اختيرت هذا العام لمعلقة زهير بن أبي سلمى شاعر الحكمة والسلام حيث يتناسب اختياره مع حاجة العصر للسلام والحوار وقد حضرت المسرحية التاريخية الشعرية في عكاظ منذ نسختها الثالثة التي كانت تجربة ناجحة دفعت المنظمين للمضي بها وكانت سبيلا للنهوض بالمسرح السعودي ونجح عكاظ أن يكون منصة للمسرح في المملكة.
وغاب الشعر عن جائزة عكاظ للشعر التي حجبت هذا العام وبالرغم من حجبها فلا يعني هذا حسب قول الأمير الشاعر أنه حجب للشعر بل الأعمال المقدمة لا ترقى لمستوى الجائزة، وقد أهاب سموه بالشعراء أن يتقدموا بقصائدهم ولا يركنوا هذا الأمر للمؤسسات ولعل هذا يطرح اقتراحا هو لماذا لا تكون هناك جائزة تقديرية لشاعر ذي منجز شعري عريق وتليد؟
عكاظ الشعر والتاريخ والتراث والآثار والفن والتجارة والفكر يميزه اللقاء الشفاف بين أمير مكة والمدعوين من داخل وخارج المملكة قبل حفل الافتتاح وهذا الحوار الذي يتم بينهم والاقتراحات التي يقدمها أولئك وتلقى الصدى لدى سمو الأمير والنقاش والتجاوب، كما يميزه احتفاء عكاظ بالمرأة التي هي رفيقة شقيقها الرجل في الندوات والأمسيات والحضور والتنظيم.
الطريق إلى عكاظ.. بدأت بالشعر محفورا على صخور المكان الذي تحكي حكايته.. بالشعراء الذين يقومون من سباتهم وتسمو أرواحهم حيث نعيد قراءتها، عكاظ بالحاضرين والقادمين من كل مكان.. فأهلا بحكاية المكان وعبقه وذاكرته.
mysoonabubaker@yahoo.com