تمر ذكرى اليوم الوطني لتؤكد أن اليوم الوطني السعودي «غير» بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فهو يوم بزغت فيه شمس هذه الأمة، وهذا الوطن من رحم العدم، يوم يشهد على التطور الممنهج الذي يعيشه الوطن وفق أجندة مبهرة، تطور يحافظ على الأصل والمنبت ويعانق الذرى السامقات، وكما قال الشاعر:
كان حلماً فخاطراً فاحتمالا
ثم أضحى حقيقة لا خيالا
اليوم الوطني السعودي يعد شاهداً على أن المملكة هي:
- واحدة من أكثر البلدان أمناً واستقراراً.
- القوة الدينية الأعظم في العالم الإسلامي.
- القوة الاقتصادية ضمن القوى الأكثر تأثيراً في العالم.
- القوة السياسية من الأكثر نضجاً وعقلانية في المنطقة.
هذا التزاوج جعل الجميع ينظر إلى هذه البلاد باحترام، وليس من قبيل الصدف أن يحظى ملك البلاد بالاحترام والتبجيل من قادة العالم، وعادة ما تصنفه المجلات المتخصصة واستطلاعات الرأي بأنه من أكثر الزعماء تأثيراً وشعبية ليس بين شعبه فحسب، وإنما في العالم أجمع وعلى الأخص في العالمين العربي والإسلامي.
لقد كان التأثير السعودي واضحاً وجلياً في المحيط العربي والإسلامي، وأصبحت التقانة السعودية تنيخ ركابها هنا وهناك، خاصة الثقافة الدينية، ولعل الجميع يلحظ حفظة القرآن الكريم السعوديين وأصواتهم تجلجل بالقرآن الكريم على مسامع المسلمين، هذا إضافة إلى العلماء والدعاة السعوديين الذين يلجأ إليهم المسلمون من شتى أصقاع الأرض لطلب الفتيا.
لقد نشر السعوديون سنة الإفطار على التمر بين المسلمين حتى الأطعمة السعودية غدت تزين الموائد العربية مثل السمبوسة والكبسة التي أصبحت تسمى الكبسة السعودية، ومن جهة أخرى فإن الذي يسير في شوارع القاهرة وعمان ودمشق ورام الله يلحظ أن الزي السعودي بدا ظاهرة واضحة يكاد يطغى على الألبسة الوطنية، وكذلك الحال بالنسبة للعباءة السعودية التي انتشرت بشكل لافت بين أوساط المرأة العربية.
إن هذا الانتشار السعودي لم يأت إلا بجهد أمة عضت على الوطن بالنواجذ، وليس من المصادفة أن يتبوأ السعوديون رئاسة معظم المنظمات العربية والإسلامية، وهم على درجات عالية من الكفاءة والمهنية والانضباط؛ ومن الأمثلة الحية وجود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز على قمة مجلس وزراء الداخلية العرب منذ إنشائه الذي يصنفه الكثيرون على أنه أنجح مجلس وزاري عربي.
لقد حققت المملكة إنجازات مقدرة على مستوى العالم بشهادة القاصي والداني منها النجاح منقطع النظير في إدارة الحج وبكل اقتدار، ونجاحها الباهر في مكافحة الإرهاب البغيض حتى غدا ينظر للتجربة السعودية على أنها الأكثر ثراءً في العالم، وأصبح العديد من دول العالم يسعى للاستفادة من التجربة السعودية، هذا فضلاً عن فصل التوائم الذي أصبح صناعة سعودية بامتياز.
إن هذه الإنجازات تحتم على السعوديين مضاعفة العمل، وكما قال المثل: إن أردت ان تنجح فاركض بأقصى سرعة، وأن أردت أن تضاعف النجاح فضاعف من الركض.
وهي دعوة للجميع للتكاتف من أجل الوطن والخير معقود بنواصي هذه الأمة وقادتها الذين يعدون صوت العقل والحكمة في هذا الزمن... رعاك الله يا سعودية ورعى قادتك وشعبك.
وكل يوم وطني والوطن بألف ألف خير.
* مدير التعاون الدولي- جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية