|
تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام حكومة وشعبا بذكرى اليوم الوطني الحادي والثمانين، وهو ابتهاج بذكرى ذلك اليوم العظيم الذي حققت فيه المملكة مكانة مرموقة بين دول العالم، وكانت للملك عبد العزيز آل سعود (طيب الله ثراه) وقفة صادقة وخالدة مع التاريخ متوجا جهوده المخلصة في توحيد أجزاء بلاد الحرمين الشريفين بتسميتها المملكة العربية السعودية، وإعلان قيام هذه الدولة الفتية، كبديل للكيانات الممزقة التي كانت سائدة قبل قيام المملكة العربية السعودية، والتزمت المملكة منذ انطلاقتها الأولى بتطبيق الشريعة الإسلامية وأرست تعاليم الإسلام ومبادئه الإنسانية، واضطلعت بمسؤولية خدمة الإسلام والمسلمين والدعوة إلى الله في الكثير من بلدان العالم، بالإضافة إلى واجبها الإنساني والإسلامي، متخذة طريق العلم والمعرفة جسرا للتطور والنماء.
وتحل علينا الذكرى الحادية والثمانون لليوم الوطني، والمملكة تخطو خطوات ثابتة ومتسارعة على طريق التقدم والازدهار، وتحقق المزيد من الأمن والاستقرار كيف لا وقد ارتكزت بلادنا الحبيبة منذ نشأتها على تطبيق الشريعة الإسلامية التي تمثل أساسا للحكم في البلاد كأبرز سمة جعلتها تتفرد وتتميز عن غيرها من البلدان في مجال الحكم والإدارة، وهذا المنهج خطه الملك المؤسس «طيب الله ثراه» وعلى دربه سار أبناؤه الملوك البررة الميامين، الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد «رحمهم الله» وصولا إلى العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز «حفظه الله» .
وفي الذكرى الحادية والثمانين لليوم الوطني، يمتد الفرح وتعم البهجة، وتتوالى الشواهد والإنجازات الحضارية التي تحققت في وقت قياسي بفضل الله عز وجل وارتكزت على الأساس المتين والمنهج القويم الذي وضعه الملك عبد العزيز «رحمه الله» حيث وضع الأساس للنظام الإسلامي الذي اتسم بالثبات والاستقرار والقيام بالمسؤوليات وتحديد الصلاحيات، فأنشئت المؤسسات وقامت الإدارات واطلعت كل جهة بدورها في التطور، واتخذت الدولة العلم والتقنية طريقا لها نحو النهوض والتقدم منذ الوهلة الأولى، والتزم القضاء بالشريعة الإسلامية، وعلى ذلك سارت المحاكم بمختلف مستوياتها، وتم بسط العدل بين الناس، وتحققت إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام وتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزائرين، حتى صارت مملكة الإنسانية مضربا للمثل على المستوى الدولي من حيث استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار.
والبلاد تحتفل بهذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلوبنا جميعا، تبرز أمامنا منظومة من المنجزات التي تحققت في مختلف المجالات كسلسلة متصلة منذ توحيد هذا الكيان القوي على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن (رحمه الله )، ولم تتوقف مسيرة البناء والنماء، ولم يلين أو يضعف عزم الرجال حتى وصلت المسيرة ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني «حفظهم الله جميعا» وما زالت تلك المسيرة واعدة بالخير الوفير والنماء والعطاء بإذن الله تعالى .
إن احتفالنا بمرور هذه الذكرى المباركة، لهو احتفال بما زخرت به هذه الحقبة من نماء وعطاء وتقدم وتطور، وتمثل هذه الذكرى العطرة دافعا لأبناء المملكة في مختلف مواقعهم، وحافزا لهم لبذل المزيد من الجهد، الذي يسهم في نقل مملكتنا الغالية إلى مواقع أكثر تقدما وتطورا، على طريق العلم والبناء والرخاء والوفرة والاستقرار، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني متعهم الله بالصحة والعافية، وأدام على بلادنا آلاءه العظيمة إنه جواد كريم سميع مجيب.