«عايض» اسم عادي في أوساط مجتمعاتنا الخليجية، يحمله «أناس» ناجحون وفضلاء كثر بيننا من «أمثال» الشيخ «عايض القرني» والجراح السعودي «عايض القحطاني» وغيرهم، تغير بفعل «فاعل» من اسم شخص إلى «لزمة» إنسان «غير سوي» تتردد بين أوساط الشباب على أجهزة «البلاك بيري» وفي وسائط التواصل الاجتماعي الأخرى، «كالفيس بوك» و»تويتر»، وحتى وصل الأمر إلى «معلقي كرة القدم»!
وبطل تبديل مفهوم و»دلالة» الاسم في ثقافتنا مؤخراً هو «الفنان الكويتي» طارق العلي عبر مشاهد مسرحيته «بخيت وبخيتة» والتي انتشرت على «اليوتيوب» وتناقلها الشباب فيما بينهم.
طارق العلي خرج مؤخراً ليبدي أسفه لتحوير معنى قوله «تعرف عايض» عن سياقها الذي كان هدفه منه الإضحاك في المسرحية، كما يقول في تبريره.
وحقيقة، لا نعرف من نلوم في «تحوير» معنى الاسم الذي يحمله الكثير من الناس الشرفاء والأسوياء، ومن هو «المسئول» عن جعل «اسمهم» لمزاً لمعاني غير «سوية»، هل نلوم الفنان طارق العلي الذي خرج عن «النص» وجعل من قول «تعرف عايض» معنى سيئاً عبر شخصية وهمية في المسرحية تتصف بأوصاف وإيحاءات مقززة، وبألفاظ أخرى مع الموقف مثل «هلا كتكوت» و»يالمربرب» و»روح روح احمي نفسك» وحركات أخرى لم يوفق في أدائها «طارق العلي» ورفاقه إطلاقاً؟!
أم نلوم المتلقي الذي أصبح «ضحية» لتمرير وتلقف «ثقافات خاطئة»، عبر الأعمال الفنية بسبب ما يطلقه وينشره «الفنانون» من «لزمات» غير بريئة؟! ولعل طارق العلي أحد هؤلاء عبر تقمص شخصية «شليويح» وغيرها سابقاً.
الفنان يجب أن يحسب كل الأمور بشكل «واضح» قبل الوقوع فيها، ويعرف أن ملايين الناس يشاهدون عمله وكلامه وحركاته ويتأثرون بها، فرب كلمة قالت لصاحبها «دعني»، وهو الأمر الذي قد «يغيب» لحظة تفاعل الجمهور وضحكهم وتصفيقهم على موقف معين»يفهم» منه الفنان بشكل «خاطئ» بأنه «جواز تمرير» بعض الأخطاء، والتمادي بشكل أكبر في الذهاب بعيداً «بعباراته» وإيحاءاته، مستغلاً مساحة الحرية المتاحة له، وثقة الجمهور به، وحبهم لفنه، وقدرته على إضحاك الناس بحركة أو كلمة يعتقد أنها تزيد من نجوميته حتى لو كان ترديدها سيخرجها عن معناها الحقيقي خارج العمل الفني.
قد يكون طارق العلي محقاً في أنه لم يقصد من قوله إلا «الإضحاك والتقارب»بداية الأمر، ولكنه مسؤول عن «نتائج» ترديد وتغليف الكلمة بحركات يفهم منها أمور «غير سوية».
طارق العلي فنان محب لفنه, ونجم يحظى بشعبية كبيرة في الخليج والسعودية تحديداً, ويحمد له تفاعله وتقديره للجمهور السعودي على وجه الخصوص، وما حدث أتمنى أن يكون غلطة ودرساً له في أعماله المقبلة، ولغيره من نجومنا في «التروي» قليلاً والحذر من الوقوع في مثل هذه المزالق التي «تسفّه» الفن وتجعله مصدر نشر لثقافات وكلمات غير «محببة» ومساعد على التحفيز لسلوك غير سوي...!
ليعلم طارق أننا نعرف «عايض» جيداً «كاسم» لعدد من الأقارب والأصدقاء والمعارف والمشاهير والطامحين لحياة كريمة ومستقبل مشرق.. ولا نعرف إطلاقاً من هو «عايض» الذي يسأل ويبحث عنه في «مسرحيته»!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net