في هذا اليوم منذ واحد وثمانين عاماً أعلن تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
الاحتفال بهذا اليوم بالنسبة لي هو احتفال بقيام أول كيان وحدوي عربي منذ أن مُزِّق الوطن العربي إلى دويلات على يد المستعمرين الغربيين بعد أن توارثوا فيما بينهم الإمبراطورية العثمانية، وخانوا عهودهم ووعودهم للعرب بتأسيس مملكة عربية إذا ما حارب العرب مع الغرب الدولة العثمانية التركية.
الاحتفال بهذا اليوم هو تذكير لهذا الجيل من المواطنين بما عاناه آباؤهم وأجدادهم من الاستبداد العثماني، وفَقْد الأمن، وانتشار قُطّاع الطرق، وشظف العيش، والفقر المدقع، والحروب القبلية، والجهل المطبق بلا مدارس، واعتلال الصحة بلا مستشفيات، وانعزال المواطنين عن بعضهم بعضاً داخلياً، وعن جيرانهم بلا طرق أو بريد أو هاتف.
الاحتفال بهذا اليوم هو لشكر الله على ما أنعم به على عباده في هذه المملكة من خيرات، والدعاء لموحِّد هذه البلاد، ومن ثم الشكر لأبنائه من بعده، الذين نقلوا هذا الكيان من البداوة إلى الحضارة، ومن الجهل إلى العلم، ومن اقتصاد المقايضة إلى الاقتصاد الريعي، ومن ثم إلى اقتصاد المعرفة، ومن العزلة إلى التواصل، ووفر لهم العلاج والدواء والملبس، وانتقل بهم من حياة الشظف إلى دولة الرفاه.
الاحتفال بهذا اليوم يجب أن يعزز التلاحم بين الشعب والقيادة، ونبذ الفُرْقة والانقسام وإثارة الفتن، حاضره يعتبر بماضيه ومستقبله بهذا التلاحم يبنيه.
الاحتفال بهذا اليوم هو احتفاء كل المواطنين بملحمة بطولية خاضها الملك عبدالعزيز لتخليص أجدادهم وآبائهم مما كانوا يعانونه، ويجب ألا تحول معاناة بعض المواطنين من النقص في الخدمات أو السكن أو البطالة من المشاركة الفعَّالة في هذه الذكرى العزيزة على قلوب المواطنين؛ إذ إن ولي أمرهم مطلع على معاناتهم، وقد أصدر أوامره الكريمة لوزرائه بإنهاء تلك المعاناة، ووضع الخطط وإجراءات التنفيذ، ورصد لها الأموال الطائلة، ولن يتوانى عن عزل الكسالى غير المنتجين ممن أُنيطت بهم مهمة التنفيذ، وأصبح إنهاء معاناتهم مسألة وقت لن يطول بإذن الله.
ويجمِّل الاحتفال بهذا اليوم رفع الأعلام، والعروض الفلكلورية، وتشوهه الفوضى وإغلاق الشوارع بالسيارات والصياح والصراخ والممارسات التي تسيء إلى هذه الذكرى العظيمة وما تحتويه من عِبَر وما تبشر به من خير عميم.
هذه الذكرى حرية بأن نسمو في تعبيرنا عن مشاعرنا بها مما يخلد ذكراها، ونحتفي بها بأسلوب حضاري يعكس قيمنا وتراثنا ومعزتها في قلوبنا.
وكل عام وأنتم بخير.
info@almullalaw.com