سورة المُجادِلة» بكسر الدال، وتاء التأنيث المربوطة سورة تؤكد أحقيّة المرأة في الجدال وفي الحوار والنقاش وفي المراجعة رغبة في الوصول إلى حق يحتمل أن يؤخذ منها عنوة أو أنه أُخِذ فعلاً. حينما راجعت وجادلت خولة بنت ثعلبة الرسول «صلى الله عليه وسلم» في شأن زوجها الذي ظاهرها وحرّمها على نفسها. ولم ينكر الرسول عليها مراجعتها تلك أو مجادلتها له. مع هذا الموقف أبدأ من حيث انتهى خطاب الملك عبد الله السنوي في مجلس الشورى.
لا من حيث أعلن عن القرارين المهمين والكل نساء ورجالاً مشتغلون تداولاً وفرحاً بهما، بقرار: مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً، وقرار أحقيتها أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية ولها الحق في المشاركة في ترشيح المرشحين. انتهى خطاب الملك عبد الله بقوله: [من حقكم علينا أن نسعى لتحقيق كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم، ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة] العزّة والكرامة والمصلحة ديدن كل حق نُطالب به ونجد ونجتهد في سبيل تفعيل أساليب المطالبة وآلياتها وبالتالي لسنا خارجات على الشرع أو القانون حينما تعلو أصوات تُطالب بمراجعة الأعراف السائدة وتصحيحها وفق تطور العصر وتقدم الزمان، وتغييرها بما يتوافق والوضع الراهن بعد أن أصبحت امرأة اليوم أكثر تطوراً وانفتاحاً وإمكانية لخدمة الوطن خدمة تحفظ وتحقق لها «عزّتها وكرامتها ومصلحتها» كما ختم الملك كلمته معبراً بها عن الحق الذي لنا على الدولة. ثم قال (ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة) وهو مطلب العظماء دوماً الذي يعنيهم التحديث المتوازن والتطور الممتد الذي لا يضعف أو يفتر أو يتراخى أمام عقبات العصر. كون الملك أملى حقه علينا أقر بأنه لا يعترف بتهميش الرأي والرأي الآخر أو بمشورته، فكيف بمن ديدنهم تهميش المرأة، وقد قال الملك كلمته الفصل حيالها: (نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في كل مجال عمل). ذلك لأن التهميش واقع قبل كلمة الملك ولمست أنه وقع بعدها وأنا أتابع وسائل التواصل الاجتماعي أجس نبض ردود الأفعال حيال القرارات الملكية. مسألة التهميش قضية أزلية ولن نستطيع أن نستأصلها، لكن بيدنا عدم الاهتمام بها والالتفات إليها وبالتالي لا نعطي المهمّش فرصة إعاقتنا وعرقلة خطواتنا وتقنين مسافات سيرنا. طالما هناك قادة وحكام يتولون أمر أولئك المهمشين. قرارا حق المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية طريق سبقته قرارات عدة دعمت المرأة منها: قرار زيادة عدد المستشارات غير المتفرغات في مجلس الشورى من ست عضوات إلى 13 عضوة. وقرارا اتخاذ التدابير اللازمة لإشراك المرأة كناخبة في انتخابات المجالس البلدية. والدور الذي أمامنا الآن وضع أجندة واضحة لهذين القرارين والبدء في ترتيب الأوراق وتحديد الأولويات لنكون على قدر وبحجم ثقة القائد المحنّك الملك عبد الله بن عبد العزيز بنا حينما اهتم منذ تولى منصبه بالمرأة ودعم لها بحزمة قرارات منها: توظيف النساء في المصانع، تحديدالحد الأدنى لرواتب المعلمات في المدارس الأهلية بخمسة آلاف ريال، فتح المجال للمرأة للابتعاث الخارجي، افتتاح أقسام نسائية في جميع المؤسسات الحكومية تهتم وتخدم المرأة فتح المجال أمامها للمشاركة في الحوار الوطني بالإضافة إلى استحداث أقسام للنساء في السلك العسكري وغيرها من القرارات التي سيشهد التاريخ وألسنتنا وقلوبنا بها في الحياة وأمام الله لصالح ملك كرّس نفسه للصالح العام الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأطال في عمره وجعل كل ما جاء منه في ميزان حسناته يوم القيامة.
bela.tardd@gmail.com
p.o.Box:10919-Dammam31443
Twitter: @Hudafalmoajil - @KnowUrRights1