هل الحكم هدف أم غاية؟
الذي يعرفه الجميع وما يدعيه الحكام أن الحكم غاية لخدمة المواطنين وأن الهدف من الوصول إلى الحكم سواء عبر الانتخابات، أم عن طريق الانقلابات العسكرية وحتى الثورات الشعبية، أو بالطرق المعتادة، يكون من أجل طموحات الشعب وآماله في ممارسة الحكم الرشيد وتنفيذ تطلعات الشعب بإشاعة العدل والمساواة والحفاظ على كرامة الإنسان والعمل على تحقيق أفضل السبل للعيش الكريم للمواطن.. هذا ما تعارف الناس جميعاً عيله باختلاف أساليب ونظريات ونهج الحكم، إلا أن ما شهدناه في بعض البلدان العربية التي شهدت انتفاضات شعبية بعضها حقق أهدافه والبعض الآخر لا يزال يناضل من أجل تحقيقه والمثالان الحاضران أمام الجماهير العربية ما يجري في سوريا واليمن، القطران العربيان اللذان يقدمان أبناءهما عشرات الضحايا كل يوم.
في سوريا، الشعب بأغلبية لا يريد استمرار النظام حتى طلبة المدارس، يرفضون بقاء الحاكم الذي ورث الحكم دون مسوغات منطقية، وقدم طلبة في عمر الزهور أرواحهم من أجل تحقيق هذا المطلب، كانت البداية للطفل اليافع حمزة الخطيب الذي لم يصل إلى عمر الرابع عشر، واستمر إزهاق أرواح الأطفال والشبان والشابات ومنهن الشابة زينب التي قطعت لأربع أجزاء للضغط على أخيها الذي لم يبلغ العشرين عاماً حتى يسلم نفسه، وبعد القبض عليه قتل هو الآخر بعد أن عذب لتفقد عائلة الحصيني الابن محمد والابنة زينب ذات السبعة عشر ربيعاً، اثنان ضمن قافلة طويلة من الضحايا تضم أطفالاً وشابات ونساء وشباباً ورجالاً تجاوز عددهم الثلاثة آلاف، كل هذا من أجل بقاء حاكم يرفضه الشعب.
في اليمن تختلف القصة قليلاً فباستثناء شباب الانتفاضة الذين لا أحد يلومهم على انتفاضتهم بعد ما وصلت الأوضاع إلى حد لا يطاق يتصارع على الحكم مجموعة هدفها الأساسي التمتع بـ(مكتسبات) الكرسي وألا غاية لديها سوى كنز ما يتيسر من مال، يستوي في ذلك قادة الأحزاب التقليدية وشيوخ القبائل الجاهزين للعمل لدى من يدفع أكثر، وقائد الفرقة الأولى مدرع الذي يمارس تجارة بيع السلاح مثله مثل رجل صعدة، والطائفين الذين غايتهم إقامة جيب طائفي يخدم مخططات دولة عنصرية طائفية ولإزعاج دولة خيراتها وفضلها متواصل ولا يزال على اليمن.
jaser@al-jazirah.com.sa