لفت نظري ما قاله المهندس سعود البواردي.. الرئيس التنفيذي للعمليات الإقليمية بشركة زين السعودية أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة الأسبوع الماضي.. ففي إجابة له على سؤال بشأن أسعار خدمات الجيل الرابع قال: «إن أسعار الجيل الرابع مماثلة للجيل الثالث.. و»زين السعودية» عززت إرادة العميل لتصميم العرض الذي يناسبه»، والعبارة الأخيرة هي بيت القصيد.
فهي تعني أن الشركة تحمل فكراً تسويقياً إنسانياً يقول بتعزيز إرادة العميل على حساب إرادة الشركة ليتمكن من صناعة العرض الترويجي الذي يناسبه من جهة الخدمات التي يريد (مكالمات صوتية، رسائل نصية، رسائل وسائط، تحميل معلومات.. إلخ)؛ كما أوضح ذلك البواردي عوضاً عن العروض الإذعانية المعتادة، وهي خطوة تشي بأن الشركات المحترفة وفي ظل المنافسة الشرسة قد تحقق ما عجزت أن تحققه الجهات الحكومية الرقابية وجمعيات حماية المستهلك لصالح العميل متى ما رأت في ذلك ميزة تنافسية تمكنها من زيادة حصتها السوقية.
تطور علم التسويق في الدول الصناعية نتيجة المنافسة الشديدة، بل والشرسة في كثير من الأحيان طَوَّر الفكر التسويقي في هذه الدول حتى أصبح نشاطاً أكثر إنسانية.. حيث بات يعتبر خدمة المجتمع من قبل الشركات وفق محددات معيارية يحقق ميزات تنافسية تدفع بالمستهلكين نحو خدماتها ومنتجاتها على حساب الخدمات والمنتجات من الشركات التي لا تنهض بتلك المسؤولية.. ولاشك أن شركاتنا المحلية الكبرى تأخذ مسؤوليتها تجاه المجتمع على محمل الجد حتى بات بعضها يعتبرها مهمة جوهرية لا ثانوية.
الإرادة التي هي صفة تمكن الإنسان من فعل ما يريد لا ما يريد الآخرون دون المساس بالآخر قيمة إنسانية عظيمة.. والكل يسعى لاكتسابها لما لها من أثر كبير في تحقيق الشعور بالعزة والكرامة لصاحبها من جانب.. ولما لها من أثر في تحقيق الأهداف الشخصية مهما كانت العوائق والعقبات من جانب آخر.. وبكل تأكيد عندما تعمل شركة خاصة على تعزيزها في أي مجتمع كقيمة مضافة ستكون محل تقدير وإعجاب.
ولا شك أن الشركة التي ستعمل على تعزيز القيم الأكثر أولوية ستكسب الساحات التنافسية أكثر من الآخرين لما لذلك من أثر كبير في نفوس العملاء من ناحية وأثر كبير إيجابي على مستوى تسويق منتجات أو خدمات الشركات من ناحية أخرى.
من المفيد أن تصل إحدى شركات الاتصالات في بلادنا لهذا المفهوم.. وستكون الفائدة أكبر عندما ينتشر مفهوم تعزيز القيم والمفاهيم التنموية لدى بقية الشركات العاملة في كافة القطاعات.