الذي أتيح له مشاهدة مقطع اليوتيوب للشاب الذي اعتلى المسرح، ليطالب مدير بلدية أبيار الماشي، بالصعود على المنصة وتقديم ملخص عن إنجازاته، سيدرك لا محالة، أن ثمة وعياً يتطور لدى الشباب، خاصة فيما يتعلق بثقافة الحقوق. وبالقدر الذي تتطور فيه هذه الثقافة، ستجد أن أمامك شخصا يعرف ما له وما عليه. ومثل هذا الشخص، تستطيع أن تراهن عليه، وأن تدخل معه وبه إلى المستقبل، وأنت مطمئن.
الإعلامي المميز الشاب عبد الرحمن الحسين، دخل إلى الانتخابات البلدية، متسلحاً بشعبيته لدى فئة الشباب، لكونه منذ بداياته، وهو يطرح قضايا وهموم الشباب. وحيث إن مجتمعنا مسكون بأغلبية شبابية، فمن مثل عبد الرحمن، لا شك سيكتسحون الانتخابات، لأن الناس ملّتْ من صعود البعض إلى دائرة القرار، لمجرد الظهور، أو لاستغلال المسرح لأجندات شخصية.
العامل المشترك، في القصتين، هو الرهان على المستقبل، وهو ما لا يراهن عليه أحد اليوم. الكل مشغول للأسف بالبرامج اليومية، يريدون أن ينهوا أكبر قدر من هذه البرامج، ثم يذهبوا ليناموا قريري العين، دون أي انشغال بالغد، فكيف بالأجيال القادمة. وصدقوني، سينشغل الجميع بالتصفيق تأييداً أو بالزعيق بعدم التأييد لقرار الملك بمشاركة المرأة بعضوية مجلس الشورى والمجلس البلدي، وسوف لن نحظى بقراءة متأنية لمستقبل هذا القرار التاريخي الشجاع!