لست بحاجة إلى أن نبذل جهداً كثيراً لتقديم وعرض نماذج وأمثلة على أطروحات إعلامية فضائية وورقية تعمل على تأجيج وتهييج الوسط الرياضي وشحنه وزرع الألغام والمفرقعات فيه ونقل التنافس من أرض الملعب إلى خارجه في الإعلام والمكاتب.. بالأطروحات والتعليقات غير المتزنة التي تؤسس للمزيد من التعصب والاحتقان.. وإشغال الوسط الرياضي.. والاصطياد في الماء العكر.. وتعكير الماء الصافي..
لست متابعاً للبرامج الرياضية الفضائية إلا لماماً وبلقطات عابرة.. لأنها تجلب الغثيان بسب الجرعات العالية من الغث والتهريج والتدليس واللت والعجن فيها.. ولكن أضطر أحياناً ولسبب معين للانتقال لبرنامج.. فقد وردتني رسالة تطلب مني متابعة خالد قاضي في برنامج (في الثمانيات).. والحقيقة لم أُفاجأ من الأخ قاضي!.. وهو يقدم أنموذجاً مثالياً للنماذج التي ذكرتها سابقاً.. حيث وجدته يستغفل المشاهدين.. ويكاد يحلف أنها صورة صحيحة.. بحجة أنه يثق بصاحب الموقع!!.. وكأنه لا يعلم أن صاحبه عجز أن يثبت صحة الصورة.. ومصوره أطلق ساقيه للريح وهرب..
الأستاذ خالد قاضي لم يُحبط من حجج الأستاذ فهد الروقي الذي أفحمه.. ودفعه إخلاصه لأهلاويته إلى أن يقاتل للبحث عن وسيلة أخرى لإيقاف إيمانا ومنعه من اللعب أمام الأهلي.. فقدم نموذجاً مثالياً يُضرب به المثل في الترصد.. فقال إن إيمانا عمل إشارة لازم الانضباط يعاقبه أتوا باللقطة فلم يجدوا.. قال: لا اللقطة بعد الكرت الأحمر.. عرضوها لم تظهر أي إشارة.. قال بصق.. دققوا لم يجدوا ما يثبت ذلك.. قال: لا هو حاول يبصق!.. يعني بالعافية الأستاذ المخضرم خالد قاضي إلا يقنع لجنة الانضباط توقف الكاميروني.. حتى يقدم لها عدة خيارات.. على طريقة (اختار ولا تحتار).. قال عمل إشارة ثم قال: لا.. بصق ثم قال: أقصد محاولة بصق..
الغريب أن هذا الذي يفتعل المشاكل ويحدث البلبلة.. ليس مراهقاً حتى نعذره ولكنه صحفي مخضرم نقرأ له ونحن مراهقون.. وكنت أقرأ له منذ 30 عاماً في إحدى الصحف مع صحفي آخر اسمه خالد مرشد.. يقدمون ما يسمونه (نكشات يومية) مساحة مربع صغير لكل واحد.. يتبارون من الأكثر حشاً في الهلال.. ولم يفكر أن يُكفِّر عن بلاويه ضد الهلال والهلاليين أو حتى يكف.. بل يصر على الاستمرار فيها..
هو يظن أن إيقاف إيمانا سيجعل الأهلي يفوز.. مع أن الأهلي ممكن يفوز بوجود إيمانا وممكن يخسر بغيابه.. لما أوقف رادوي بضغط من الأهلي فاز الهلال وأخرج الأهلي من مسابقة ولي العهد.. ومع مشاركة رادوي تعادل الهلال والأهلي..
الملاحظ أن البرنامج تجاوب تماماً في اللقطات التي يطلبها وبكل أريحية.. فهل كل من استضافه البرنامج وطلب لقطات يتم تلبية طلبه؟..
لجنتهم ولجنتنا
وقعت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم في موقف محرج وغير متوقع.. وتلقت درساً ساخناً.. وجعلت نفسها في موضع مقارنة ليست من صالحها.. بعد أن تدخلت لجنة الانضباط الإماراتية لإيقاف الهتاف المُسيء لياسر ومن أول مرة وضربت بيد من حديد.. والمؤكد أن هذه الهتافات لن تسمع في الملاعب الإماراتية مرة أخرى.. نجحت الانضباط الإماراتية ومن أول مرة.. مقابل صمت لجنة الانضباط المحلية طوال أكثر من عامين وعدم تدخلها لأسباب مجهولة.. مع أن المطلوب كان فقط توجيه تحذير أو إنذار عن طريق (الفاكس) للنادي الذي تصدر من رابطته هذه الهتافات.. لو حدث هذا لما امتدت هذه الهتافات المقذعة المسيئة إلى خارج البلاد.. لتضطر لجنة انضباط خليجية للتدخل وإيقافه..
(يبتلع الجمل ويغص بالإبرة)
تتزامن تطورات الموضوع السابق بتصريح للمتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم حول إغلاق قضية إيمانا وهو تصريح ملفت في بعض نقاطه..
يقول المتحدث.. إن الاتحاد السعودي لم يتدخل في قضية إيمانا إلا لكونها تمس جانباً أخلاقياً يتنافى مع أصول الآداب العامة، وإنهم معنيون بإرساء التنافس الشريف وحماية أخلاقياتنا المنطلقة من ديننا القويم..
كلام جميل ويُشكر عليه للتدخل السريع في صورة مشكوك بها نُشرت في بعض مواقع النت!!. لكن أين حماية الأخلاق والآداب طوال ما يقارب ثلاثة أعوام تخللتها هتافات وقذف من المدرجات يسمعها الملايين من خلال الفضائيات.. حتى صار الأطفال يرددونها دون أن يعرفوا معناها.. أين التدخل لحماية الآداب.. أم أن (الأخلاقيات) عبارة عن أسهم كان سوقها طائحاً والآن ارتفع..
يقول المتحدث: وتلقى الاتحاد عدداً هائلاً من الاتصالات التي تستفسر عن مدى صحة الصورة، وأشارت إلى تأثيراتها السلبية على أخلاقيات الوسط الرياضي السعودي..
سبق أن قلنا إن لجان اتحاد كرة القدم تتحرك بضغوط من الإعلام.. والأولى أن تتبع منهجية مقننة في معالجة هذه القضايا.. ولا تجعل للاتصالات والضغوط سبيلاً عليها.. وهؤلاء لو أن الصورة تخص لاعب ناديهم لما اتصلوا أبداً ولما طالبوا بمعاقبة اللاعب..
يقول المتحدث إن صاحب الموقع أكد صحة الصورة واستعداده لإرسال الكاميرا وكارتها الرئيس مؤكداً سلامة الصورة!!.. طبعاً المتحدث هنا يبرر بشكل غير مباشر سبب التعجل وخطأهم في استدعاء اللاعب لمساءلته في صورة مشكوك بصحتها.. فحمَّل المسئولية صاحب الموقع..
يقول المتحدث.. وحتى لا يتعرض النادي لأي احتجاج على لاعبه في المباراة القادمة له بحجة أن اللاعب صدر منه فعل يستوجب العقوبة ولم يعاقب كان لا بد من حسم الموضوع من قبل الاتحاد..
لأول مرة أعرف أن من حق النادي الاحتجاج على لاعب آخر بحجة أنه ارتكب خطأ في مباراة سابقة ولم يُعاقب عليه!!.. بهذا المنطق.. الهلال نادي إيمانا سيحتج على الكثير من اللاعبين ارتكبوا خروقات كثيرة للسلوك ولم يُعاقبوا!.. ولكن أعتقد أن المتحدث يتكلم عن هاجس الهجوم الإعلامي الذي ستتعرض له اللجنة إذا لم تباشر قضية الصورة!.. وهذا يعيدنا إلى نقطة الرضوخ للضغوط الإعلامية والجماهيرية..
ضربات حرة
- المتحدث الرسمي.. الموضوع عن كوع لاعبهم.. وتصريحه عن إيمانا.. ما شاء الله يعني أني (مسوي تمويه)..
- الأستاذ علي كميخ.. بعد أن خدع جمهور ناديه بتصريحاته بأفضلية عناصر فريقه المحلية.. والتي كشفتها تشكيلات المنتخب.. وبعد النتائج غير المرضية لعشاق النصر.. لجأ إلى (طوق النجاة) ودغدغة عواطفهم.. بحشر أنفه في مباراة الهلال والتعاون..
- التعاونيون لم ينتقدوا الحكم ولم يتحدثوا عن أي جزائية.. والمنسق الفني للنصر إلا بالعافية يبغى يصنع قضية من فراغ.. للتغطية على إخفاقه بعمله حتى الآن.
- حسب ما أعلم تُوجد عقوبات على التصريحات عن التحكيم إذا جاءت بصيغة معينة.. مع أن الواحد قد يعذر أحياناً إذا صرح لمصلحة فريقه.. لكن المشكلة عندما يتدخل طرف ثالث ويهاجم التحكيم حتى والفريقان طرفا المباراة خرجا راضيين ومقتعنين.. مثل هذا مهما كان اسمه يستاهل عقوبة مضاعفة..
- انتقدوا إبراهيم العمر نائب رئيس لجنة الحكام.. لأنه قال: (زمن خذوهم بالصوت ولى).. لكن الملفت أنهم وخلال سنوات تنقَّل فيها أبو خليل بين رئاسة اللجنة أو نائب لها وإلى الآن لم يطالبوا مطلقاً بإبعاده عن اللجنة كما فعلوا مع الزيد.. وهذا يعكس رضاهم عن وجوده..
- مباراة الاتحاد مع الاتفاق تم تغيير موعدها مرتين.. التقديم ليومين وتقديمها لساعتين.. رغم أن موعدها الأصلي لا يتعارض أو ليس قريباً من موعد الاستحقاق.