رسمتُ على الأحوال تنويعَ أشعاري..
وغنّت مع الأشعار أحوالُ أوتاري..
وجئتُ إلى ذاتِ الفداءِ بنبرتي
أحرّض جناتِ الربيعِ بأمطاري..
وأوقدتُ ناري في شتاء صَبَابتي..
فذابتْ على دفء التباريح أنواري
وسطرتُ من رُوح القناديل ما جرى..
فَهَامتْ على بوحِ القناديل أسراري
فلي وطن تُرضيه بالوجْد عبرتي
وأرضى بما تُوليه أطرافُ أسْفاري
ولي شَرَفٌ تُرويه بالنّبل سيرتي
أزكّيه من فعلي وتزكُو به داري
ويَهمي جبيني بالسَّناءِ وسرِّه
فأصْغِيِه من صمتي وتخضلّ أطواري
فمَا انتَفَضَتْ بالمقتِ أخبارُ عزَّتي..
وما كانت الأوهامُ نبضاً لأخْباري
وبيني وبين الأرض وكّافُ نشوة..
يُضيءُ به عِشْقي وتنْدى به ناري
فَلاَ أنا عن سجّارةِ العشق ذاهل
ولا الأرضُ تزجيني وتجتازُ أسواري..
ولا البوحُ في سعر القناديل ينتهي..
ولا الموقدُ المفتونُ يُصغي لأعذاري..
إذا أورقتْ أرضي فللروح روحها
وريحانُها يسري بظلي وأشجاري..
وإنْ أجهشتْ روحي فللأرض وجدُها
يُسطِّرهُ ذكري ويسري بأذكاري..
وإن لاحَ للأحوالِ تنويعُ سيرتي
فسوف تُعيد الروحُ تنويعَ أشعاري..
أعدِّدُ في ذاك الوفاء مشاهدي
وأروي لِنُسغ الذات ترتيل أوتاري