|
الجزيرة - علي سعد القحطاني:
أصدر الناقد عبد الله السمطي كتابا نقديا جديدا يتناول فيه شعر معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، الكتاب يحمل عنوان (جماليات القصيدة القصيرة في شعر عبد العزيز خوجة) إصدار 1432 ويقع الكتاب من القطع المتوسط في (184)صفحة.
ويرى السمطي أن الشاعر الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة ينتقي كلماته بعناية، وهو يحدد بشكل محكم طبيعة قصيدته الشعرية القصيرة التي تنهل من لغة مكنوزة ثرية، وهو هنا حيال لغة مفتوحة على كم هائل من المفردات والتعبيرات، وهذا مكمن صعوبة شعرية تتمثل في تنفيذ آلية الاختيار الشعري، وهي مهمة صعبة لمن يحس بجمال التدفق اللغوي، وبجمال العربية الثرية، وهو ما نجده يتحقق في شعر خوجة.
ويقول السمطي إن عبدالعزيز خوجة يسعى لإنتاج شعريته وابتكار نصوصه القصيرة وفق هذه المعطيات التي تلعب فيها الجملة المكثفة دورا بادها في تلقي ما تهبه المخيلة، وما تنتجه الصورة، وما يشكله المعنى.وقدّم الأستاذ السمطي في كتابه جملة من النصوص الشعرية للشاعر لقراءتها والتأمل في أسئلتها الجمالية واعتمد المؤلف في درسته النقدية على آخر أعمال الشاعر وهو إصدار بعنوان:» رحلة البدء والمنتهى» يتضمن عددا كبيرا من نصوصه التي نشرها في دواوينه السابقة.
وينطوي الكتاب على ثلاثة فصول تتجه إلى مقاربة بنية القصيدة القصيرة في شعر الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووصف تجلياتها الجمالية، وقد جاء الفصل الأول بعنوان: خواص البنية القصيرة، وفيه تبيان لأبرز السمات الفنية والجمالية التي تتمظهر في البنية القصيرة مثل التكثيف، وبنية الحذف وشفرة الختام. وحمل الفصل الثاني عنوان: الإيقاع والتكثيف الدلالي، وقد سعيت فيه للبحث عن أثر الإيقاع في تشكيل كثافة النص الشعري القصير، وكيف استثمر الشاعر البحور الصافية واالتفعيلات القصيرة في إنتاج نصوصه الشعرية. أما الفصل الثالث فقد جاء تحت عنوان: تشكيلات المعنى، حيث وقفت فيه على أبرز الدلالات الشعرية لدى الشاعر، والكتابة عن الحب، والوطن،والسفر، والمكان، والجمال، والتأمل في الكون، وفي الذات الشاعرة، والنفس الإنسانية بوجه عام. وخلص الأستاذ السمطي إلى أن شعر الدكتور عبدالعزيز خوجة يحمل قدرا من الرؤية الشافة التي تعبر عن الوهج الإنساني حيال العالم، وقد آثر أن تكون تجربته الشعرية جمالية روحية، تسمق إلى البحث عن هذا الوهج الذي يتبدى في العاطفة والحب والتعبير عن حالات السفر والحنين والتأمل في الكون والأشياء، ووصف آيات الله تعالى الكونية بما فيها من جمال وجلال، في لغة مكنوزة بالدلالة ومشحونة بالطاقات الاستعارية والكنائية والبديعية، في نموذج تخييلي له وقعه على الوجدان، وله أثره الشفيف على الوعي الإنساني المخايل الشفيف.