|
تعيش المملكــة العربية السعودية هذه الأيام فرحة الاحتفال باليوم الوطني والذي يصادف الأول من الميزان لعام 1390 هجري شمسي الموافق 25-10-1432هـ. 23-9-2011م. ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م
وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
واحد وثمانون عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة.
لقد تميز العهد المبارك لحكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالاستمرار في ميادين المنافسة العالمية في جميع المجالات الصناعية والتجارية والعلمية، والتعليمية.
لقد لمس حفظه الله- حاجة المناطق والمدن السعودية إلى التطوير فوجه بدعمها بالميزانيات الكبيرة فتطورت المدن والمناطق مما ساعد على وقف الهجرة من المدن الصغيرة والقرى إلى المدن المزدحمة.
كما تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بتطوير مكة المكرمة بمشاريع عملاقة منها عمارة وتوسيع الحرم المكي الشريف والمنطقة المحيطة به وكذلك توسيع الجمرات وقطار المشاعر وتنظيم جميع المشاعر المقدسة.
وكذلك تميز عهد الملك المفدى بتطوير القضاء بدعمه بالكوادر العلمية في مجال تطوير النظام الإداري للمحاكم وتطوير أنظمتها إلكترونيا لتصبح المحاكم تدار بالتقنية الحديثة لتسريع معاملات المواطنين وتقليل انتظار القضايا.
وفي جانب العلم والتعليم قد عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله- ثقافته الواسعة واطلاعه العميق على جوانب العقيدة وتعلقه بالعلم والمعرفة وتعمقه في الفكر ودراسة التاريخ والاستفادة من عبره، وقد تجسد هذا الوعي الكبير والفهم العميق من خلال الإنجازات الثقافية المتعددة التي ظهرت بتوجيه ودعم ورعاية منه- يحفظه الله- وتحولت لمنارات مضيئة في تاريخ المملكة تسهم مع جهود الآخرين في الرقي بالثقافة الإنسانية وبناء الحضارة البشرية، وليس ذلك غريبا على خادم الحرمين الشريفين فقد كانت تربيته في بيت والده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مكان العلم والفضل.
ولحرصه -حفظه الله- بالعلم والتعليم فقد أولى أهمية كبرى للتعليم العام والعالي ففي مجال التعليم العام تم رصد ميزانية ضخمة لمشروع تطوير التعليم العام (تطوير) والذي يسعى لتطوير التعليم دون الجامعي والرقي بهذا التعليم وجذب الطلاب إلى المدارس وترغيبهم في أجواء الدراسة وحرصهم على مدارسهم.
وفي جانب التعليم العالي فقد تم في عهده -حفظه الله- انفتاحا غير مسبوق للتعليم العالي حيث تم فتح جامعة لكل منطقة بالإضافة إلى الجامعة المرموقة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وللملك عبدالله عناية خاصة ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي حيث رعى حفظه الله بذرته الأولى عام 1426هـ ليصل حتى الآن عدد المبتعثين إلى أكثر من مائة وعشرين ألف طالب وطالبة موزعين على أكثر من عشرين دولة عالمية. متقدمين بالعدد إلى نسبة السكان على سكان العالم قاطبة.
ولقد حان قطف الثمار إذ نر ى الغرس بعد خمس سنوات يؤتي ثماره فهاهي مشاريع الخير في كل الوطن تسابق الزمن فمكة المكرمة تعج بصوت قطار المشاعر ودقات ساعة التوقيت العالمي لتبين للعالم مكانة مكة المكرمة في قلوب المسلمين {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.
وهاهم المبتعثون من برنامج خادم الحرمين الشريفين يباشرون أعمالهم في الوطن حيث تخرج منهم ما يقارب (17) ألف طالب وطالبة في عدد من التخصصات والدرجات العلمية.
وهاهي المباني الجامعية بمشاريعها العملاقة في كل مناطق المملكة تستقطب جميع خريجي الثانوية العامة من بنين وبنات في حالة نادرة أن يقبل كل خريجي التعليم العام في الجامعات.
وهاهي ثمرات التطوير تبدو واضحة في المحاكم الشرعية والجهات الحكومية الأخرى، كما باتت كل من منطقة من مناطق المملكة تضاهي الأخرى في التطوير والتنمية، لتحتفل كل مناطقنا فرحا وشكرا لله تعالى على فضله على هذا الوطن، وتقديرا وولاء لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والأسرة المالكة الكريمة.
إن وزارة التعليم العالي بقيادة معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه تسعى لتحقيق طموحات ولاة الأمر -حفظهم الله- وتقوم بتطوير عملها الأكاديمي والالكتروني لكي تسهل لكل طالبي التعليم العالي من البنين والبنات في الداخل والخارج التعلم المفيد الذي يجمع بين المعلومة والمهارة والخبرة.
حفظ الله بلادنا من كل سوء وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وألبسهم ثوب الصحة والعافية، لنحتفل عاما بعد عام بهذه الذكرى العزيزة على قلب كل مواطن ومواطنة.
وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات