ملك السويد كارل غوستاف، رجل جند نفسه لنشر القيم الإنسانية وإشاعة السلام والمساواة بين الشعوب وبين مختلف الثقافات والديانات والأصول الإنسانية.
هذا الرجل ومنذ صغره انخرط في خدمة هذه القيم من خلال التزامه بمبادئ الكشافة وظل مخلصاً لشعار الكشافة (كن مستعداً).
كن مستعداً شعار ليس كباقي الشعارات التي يرفعها الساسة وطلاب الشهرة فالكشاف في المجتمعات المتحضرة والمتقدمة والفقيرة على حد سواء يعمل على مساعدة الأخرين وتقديم الخدمات لمن يستحقها في الكوارث وفي المناسبات والكشافة في الدول المتقدمة ليس تنظيماً ونشاطاً مكملاً أو (ديكور) كما في باقي الدول، للكشاف مهام في أيام السلم وفي الحروب والكوارث ولهم مساهمات ومبادرات رائعة وهنا في المملكة العربية السعودية دور مهم للكشافة السعوديين في المشاركة كموسم الحج إذ يعمل الكشافون السعوديون على إعادة البسمة لأسر وأهل التائهين وإرشاد الحجاج الذين يعجزون في الوصول إلى مخيماتهم وهو دور مهم لا يعرف قيمته إلا الذين عانوا من فقدان عزيز لهم طفلاً أو شيخاً مسناً أو حتى رجلاً قادراً وامرأة أرشده الكشاف وأعاده إلى أهله سالماً.
القيم الإنسانية والتطوع للقيام بأعمال لمساعدة الآخرين المحتاجين لها فلسفة قامت عليها الحركة الكشفية والتي التزم بها ملك السويد الذي لا يتردد في الذهاب إلى أي مكان في العالم لدعم وتعزيز أنشطة الكشافة.
هذا الملك الإنسان حل بيننا في المملكة العربية السعودية منذ أيام للمشاركة في إطلاق مشروع رسل السلام والاشتراك في مخيم السلام العالمي الثاني الذي أقامته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كوست) والذي تم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي دعم هذا المشروع الإنساني بالتبرع له بعشرة ملايين دولار إيماناً بسموه القيم والمعاني التي يعمل لتحقيقها الكشافة والتي تعزز السلام والمحبة والتلاقي بين أبناء البشرية كافة.
أهلاً بملك الكشافة.. ملك السويد الذي يحل في بلادنا مرة أخرى دعماً لقيم المحبة والسلام.
jaser@al-jazirah.com.sa