اطلعت على التقرير الصحافي الذي أعده الزميل عطا الله الجروان في عدد «الجزيرة» 14240 ليوم السبت 26 شوال 1432هـ حول اللقاء الإعلامي الأول لرئيس بلدية محافظة عنيزة الجيد المهندس عبدالعزيز البسام مع إعلاميي المحافظة، والحقيقة أن اللقاءات الإعلامية تأتي بنتائج إيجابية في ما له علاقة بتلمس الاحتياجات وإيجاد عين أخرى للدائرة تساهم بنقل صورة قد تكون خافية على المسؤول، ولا ريب عندي أن الغالبية من أهالي عنيزة استبشروا بهذا التعيين للمهندس البسام الذي يعول عليه الكثير، خاصة مع توافر الخبرات المميزة لديه في جوانب متعددة يأتي في مقدمتها توليه رئاسة المجلس البلدي للمحافظة، وتلك أمور تشير بقدوم الأجمل وتحقيق المنتظر من هذا الرجل، ولفت نظري فيما قال بأنه يسعى لأن تكون البلدية مصدر سعادة للجميع، وهو تعبير جميل إذا سلمنا بأن البلدية تأتي في مقدمة الجهات المعنية بالمواطن، كما أن الجانب الأبرز في حديثه الإعلامي يتمثل في حرصه على التطبيق المثالي لسياسة الباب المفتوح، والتي يحث عليها ولاة أمر هذه البلاد وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وكم عانى المواطن من سياسة الأبواب المؤصدة التي ينتهجها كثير من المسؤولين، حتى أصبح لقاء أمير منطقة أسهل بكثير من لقاء مسؤول صغير، وهو ما أؤكده من خلال تجربة فقد تشرفت مؤخراً بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم، ولم تستغرق إجراءات مقابلة سموه سوى دقائق معدودة، بينما يحتاج ذلك مع بعض صغار المسؤولين إلى أيام وربما احتاج الأمر إلى مقابلة طابور من مدير مكتب وسكرتير وغيرهم لأجل تحقيق هذا المطلب، وفيما قاله المهندس البسام حول رفضه لمشاركة البلدية في أعمال ليست ضمن مهامها الأساسية أو تسبب تعطيلا لأعمالها ومشاريعها أمر لا يقبله، ولن يوافق عليه، وسوف تكون ضمن الصفحات التي طويت، ولن يسمح بالعودة إليها، وربما هو يعرض بالمهرجانات التي كان للبلدية دور فيها، وإن كنت أخالفه هنا بعض الشيء، على اعتبار أن الجهات الحكومية مكملة لبعضها، والتوازن لا الرفض المطلق هو المطلوب، وفي جوانب أخرى لم يذكرها المهندس البسام فعنيزة أولا تحتاج لجهود خاصة تعيد إليها بريقها الذي يكاد أن يتلاشى في الآونة الأخيرة، وهو ما يتعلق بالنظافة التي أصبحت مجال تذمر بعد أن كانت عنيزة تتبوأ مراكز متقدمة في هذا المجال، حين كانت الجوائزقدم من وزارة الشؤون البلدية والقروية، وجات عنيزة أولا في سنوات عديدة، الجانب المهم الآخر يتعلق بالأحياء المنسية التي عانت خلال سنين مضت من التهميش في شرق وجنوب المحافظة، كأحياء الملك خالد والروضة والفيحاء وغيرها، ومن حق ساكنيها أن يتم الالتفات إليها كأحياء تشهد كثافة سكانية عالية، لكنها حرمت من خدمات كثيرة أسوة بأحياء أخرى، كما أن مداخل عنيزة خاصة الشرقي والجنوبي تحتاج هي الأخرى إلى إعادة نظر، فالأول يسلكه المتجهون والقادمون من طريق الرياض السريع، والآخر يمثل بوابة عنيزة الجنوبية لمرتادي المنتزهات البرية وللقادمين من جنوب المنطقة، وأضيف إلى الملحوظات إقفال شوارع حيوية لم يكن هناك مبررات كافية لإغلاقها مما أدى إلى وأد الحياة التجارية فيها، وآخر ما لدي وربما اعتبر الأهم هو ما يتعلق بأراضي المنح، فهناك قصور في هذا الجانب وعلى البلدية أن تعمل ما في وسعها لتحقيق مطلب الكثير من المواطنين ممن لايمتلكون قطعة أرض وفق سياسة عادلة تقدم ذوي الحاجة على غيرهم، هذه بعض الملحوظات على حديث المهندس البسام وما هو مأمول منه، ولعل غيري يدلي بدوله في ملحوظات أخرى قد تعين رئيس بلدية عنيزة الجديد وفق سياسات الدولة وما تبذله لأبناء هذا الوطن من عطاءات سخية ومشهودة مع أمنياتي للمهندس البسام وللجميع دوام التوفيق.
فهد الصالح الفاضل
f@falfadil.com