هذه الفترة التي يعيشها ناد الوحدة وهبوطة إلى الدرجة الأولى أنا لا أسميها إخفاقا أو فشلاً إنما هي مراجعة وفحص وتدقيق وإعادة لترتيب الأوراق من أجل معرفة الأخطاء وتلافيها والاستفادة من السلبيات وتفعيل الإيجابيات لكي يعود النادي المكي للنهوض من جديد.. فهبوط الفريق الأول هو بمثابة درس للإفادة والتعلم منه خاصة مع قدوم (صالح كامل) كرئيس لأعضاء الشرف و(علي دوود) كرئيس مجلس إدارة، وهما يملكان بالتأكيد الخبرة اللازمة للاستفادة من هذه الظروف التي مرت بها الوحدة وسيجعلان من الفشل طريقاً لتحقيق الهدف وهو النجاح وهذا يذكرني بقصة حدثت منذ زمن بعيد لشخص كان يسمى (أبونورة)، حيث كان يعشق كرة القدم بجنون وحب اللعبة يجري في دمة، كان يأتي وهو يرتدي زيا رياضيا كاملا وباللونين الأحمر والأبيض مع بوت حرف تي الثمين، ولكن مع هذا لم يكن له من مهارات وفنيات كرة القدم نصيب لذا كان يتجاهله (فاروق حضراوي) صاحب الملعب ورئيس النادي والمدرب واللاعب في نفس الوقت في ذلك الحين ولا يشركه في التدريبات ناهيك عن المباريات الأسبوعية، ورغم كل ذلك إلا إنه يحضر يومياً ومن بدء التمارين ولم ييأس على الإطلاق ويحرص أن يرتدي كامل زيه الرياضي ويلتزم بإجراء عملية التسخين الروتينية اليومية والمعتادة مع يقينه أنه سوف يستبعد في آخر الأمر ليجلس على خط الجير، وهكذا وباستمرار وكل يوم وهو على هذا المنوال يلبس يحضر إلى الملعب ولكنه ممنوع من اللعب ظل يحلم بأن يلقى القبول والإشارة من الرئيس (فاروق) بالمشاركة مع الفريق وأن تتاح له الفرصة بملامسة الكرة ولو لدقيقة واحدة وبعد مرور عدة شهور رضخ (الحضراوي) أمام مواظبته وحضوره اليومي دون كلل أو ملل واستجاب أيضاً لرغبات الجماهير الغفيرة التي تملأ أرجاء الملعب في حي العزيزة بمكه المكرمة.. واخذ يشرك (أبو نورة) في آخر (5) دقائق ضمن تشكيلة الفريق وتضاعفت المدة لتصل إلى (10) دقائق وسط إعجاب وضحكات الجمهور على الحركات المضحكة الجمبازية التي يقوم بها اللاعب الغشيم (أبو نورة) فتسنى له أن ينال شرف خوض المباريات الآسبوعية مع الفريق ليشارك في آخر خمس دقائق بشرط أن يكون الفريق فائزاً بعد أن أصبح له معجبون وأناس يحضرون للفرجة والتسلية على تجلياته والكباري الكروية التي تمر من تحت قدميه واكتسب الشهرة رغم أنه في الحقيقة لاعب فاشل بكل المقاييس في لعبة كرة القدم والتي لا يملك من فنونها شيئاً البته إلا أالجميع أصبح يعرفه ويشجعه أو يتندر عليه المهم في الموضوع أنه وظف ذلك وأسس نادياً باسمه من أجل تحقيق هدفه أن يلعب أساسياً لـ(90) دقيقة في المباراة دون أن يجرؤ.. لا (فاروق) ولا أحد على إخراجه فهو الآن هو الرئيس وهو الكل في الكل وبالفعل فشله كلاعب أرشده إلى أقصر الطرق ليصل إلى هدفه وينجح بأن يلعب مباراة كاملة ويجبر الجماهير أن تهتف وتنادي باسمه (أبونورة أبو نورة) وبالطبع لا وجه للمقارنة بين القصة وما ستعمله الإدارة القادمة للوحدة إلا من حيث تحقيق الهدف، فإن كان (أبو نورة) قد حقق هدفه بفضل الإصرار والتحدي والمواظبة والحضور اليومي فإن إدارة (علي داوود) سوف تحول الفشل إلى نجاح وحل كل إشكالات الوحدة أيضاً بواسطة العمل الجاد والمواظبة على بذل المزيد من الجهد والمواصلة واستبدال الإحباط الذي أصاب الوحداويين بشعور إيجابي والوصول إلى الهدف بأن تعود الوحدة مرة أخرى إلى مصاف الدوري الممتاز ثم محاولة الوصول إلى منصات التتويج.
* مكة
fhad60601@hotmail.com