أمر الإسلام برفع القيمة الأدبية للصالحين من الجنسين وقرر بسماحته رفع درجاتهم بحسب درجة صلاحهم وأخلاقهم وأكد ذلك جلياً قدوة البشر وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: (أنزلوا الناس منازلهم من الخير).
وهذا المبدأ الخيّر والفاضل يتعامل معه الأخيار بكل شفافية وأمانة وإخلاص. هذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الذي قطع على نفسه عهداً لكل مواطن ومواطنة عندما قال: إنه من حقكم علينا أن نسعى لتحقيق كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم، ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة وفق ضوابط الشرع وثوابت الدين، لقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية هذا الخطاب الملكي الهام والتاريخي وركزت على أمره الكريم بدخول المرأة السعودية كعضو في مجلس الشورى ومشاركتها في المجالس البلدية وكأن هذه الوسائل تستكثر على هذه البلاد إتاحة الفرصة للمرأة لتساهم في خدمة الدين ثم المليك والوطن وقد تناسوا أن ديننا الحنيف أعطى المرأة كامل حقوقها غير منقوصة، ولهذا فإن نظرة هذه الوسائل غير صحيحة على الإطلاق فالمجتمع الواعي المدرك يعرف أن المرأة هي المجتمع بأكمله وليس نصفه كما يقال، ويكفي للمرأة فخراً أنها تربي الأجيال وتساهم في رفعة وتقدم الأمة وهي تملك العقل والصفاء والنقاء والعطف ولها باع طويل في معرفة كل ما يريده المجتمع.
والمرأة السعودية كانت وما زالت في القرية والهجرة والبادية تتحمل المسئولية الأكبر، وكثير من السيدات ساهمن في العفو والصفح وإعتاق الرقاب وساهمن في إكرام الضيف وإغاثة الملهوف وحفظ حقوق الجيران والأمثلة على ذلك كثيرة.
وهذه القيم كلها من فضائل الأعمال الخيّرة التي لا يعرفها من يدّعون أن السعوديين لا يقدِّرون دور المرأة وقد تناسوا أن المرأة السعودية تشارك بفعالية في معالجة القضايا المعاصرة والمساهمة في تقدم البشرية وإسعادها ولقد أثبتت التجارب والدراسات جدوى دورها الهام والمؤثّر في كل مناحي الحياة. إنها باختصار المرأة السعودية المسلمة والعفيفة مربية الأجيال والمدرسة التي قال عنها أحمد شوقي أمير الشعراء:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
لقد رفع الملك المفدى كل العوائق التي كانت أمام المرأة لتواصل العطاء ضمن الضوابط الشرعية وثوابت دين الحق.