بداية نتقدم بالتهنئة القلبية الخالصة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد الأمين ولسمو النائب الثاني ولكل مواطن، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة.
إن هذه المناسبة تعيد لأذهاننا ما كانت عليه بلادنا الغالية قبل مائة عام وما وصلت إليه الآن بفضل من الله ثم بفضل قادتنا الحكماء بدءاً من المؤسس رحمه الله ومن تلاه من أبنائه البررة الذين ساروا على نهجه.
فقد أرسى المؤسس (رحمه الله) الأمن والعدل ووحد شمل المملكة المترامية الأطراف وجمعها تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وأعلن الحرب على الثلاثي الخطير (الفقر والجهل والمرض) وهو أكبر إنجاز في التاريخ الحضاري.
وبعد أن استلم الراية الملك سعود (رحمه الله) تابع سياسة المؤسس وبدأ العمل التنموي الشامل وأعطى التعليم دفعة قوية فقد أسس أول جامعة بالمملكة وهي جامعة الملك سعود التي تحتضن الآن أكثر من 50 ألف طالب وتفرع منها جامعات أخرى مثل جامعة القصيم التي تحتضن الآن أكثر من 46 ألف طالب وطالبة. كما بلغ عدد المبتعثين للخارج حالياً أكثر من 130 ألف طالب وطالبة ضمن برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي.
ولأهمية التعليم والتدريب في التنمية فقد حظي بحوالي 25% من ميزانية المملكة للعام 2011 م. كما حظي القطاع الصحي بدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) وخصص له ميزانية تقارب الـ70 مليار ريال وبدعم إضافي 16 مليار ريال للعام 2011م.
ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العديد من البرامج التنموية والإصلاحية مثل برنامج صندوق معالجة الفقر، وبرنامج الإسكان الذي أسس له وزارة خاصة ودعم مالي يزيد على 55 مليار ريال وبرنامج بناء نصف مليون وحدة سكنية. إضافة إلى برنامج الابتعاث ولا ننسى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات وهي أحدث الجامعات السعودية وأكبر جامعة نسائية في العالم وبلغت ميزانية المشاريع التنموية للعام 2011م نحو 256 مليار ريال.
لقد تطورت المملكة بحمد الله ووصلت إلى مستوى العالمية في جميع مناشط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي جميع المناطق، ووصل ناتجها المحلي إلى نحو 1700 ألف وسبعمائة مليار ريال ولأهميتها الاقتصادية أصبحت ضمن مجموعة العشرين.
وأعود للعنوان وأقول لماذا وطننا غير؟ وطننا فعلاً غير لأنه مهبط الوحي وقبلة المسلمين الذين يزيد عددهم على المليار مسلم في أنحاء المعمورة ولأن بلادنا أسست على العدل ودستورها القرآن الكريم وتتمتع بالأمن والأمان ولأن سياستها الداخلية والخارجية تقوم على مبادئ وأسس ثابتة ولأن هدف الحكومة دائماً هو بناء المواطن الصالح وعدم التدخل في شؤون الآخرين. بل تقديم المساعدة والعون للدول الشقيقة والصديقة والمساعدات الإنسانية.
يحضرني لقاء تم صدفة مع مندوب ليبيا في الجامعة العربية خلال رحلة جوية من القاهرة إلى تونس قبل نحو خمسة عشر عاماً، حيث كان يجلس بجانبي، وقد اثنى على سياسة المملكة فقلت له: إن المملكة (كعادتها) لا تحيد عن سياستها ومساعدة الدول العربية عند الحاجة، وكان ذلك بعد قيام المملكة بدور رئيسي لفك الحصار عليها اقتصادياً بعد قضية لوكربي ورغم الإساءات التي تعرضت لها المملكة من الرئيس الليبي الهارب، وذكر لي المندوب أنه كليبي يشكر مواقف المملكة الإيجابية نحو ليبيا. كما قلت له باختصار سياسة المملكة معلنة وثابتة وهو سر نجاحها، الذي مع الأسف لا يعرفه البعض. انتهى الحديث..
لقد تعرضت المملكة وما تزال للكثير من التجني والتعدي ووصفت بالرجعية في عهد عبد الناصر لكنها لم تلتفت وسارت على طريقها الذي أثبت للجميع بأنها دولة صاحبة مبادئ وأخلاقيات. وفق له أولياء الأمور إلى ما فيه صالح البلاد والعباد ونسال الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار. والله الموفق.
musallammisc@yahoo.com