تتوالى الأحداث في الوسط الرياضي لتكشف الكثير من التناقضات التي تعود على أصحابها سريعاً وسريعاً جداً.. فمع كل حدث يشهده الوسط الرياضي ويتم تصعيده وتبنيه تجاه جهة معينة أو نادٍ معين لا تكاد تمر الأيام حتى يتكرر الحدث نفسه وبتفاصيل مختلفة ليمس نفس الأشخاص أو الجهات التي ساهمت في تأجيجه وتصعيده.. وذلك في تطبيق حقيقي لمقولة: كما تدين تدان.. ففي بداية هذا الموسم تباشرَ البعض بخبر إصابة المحترف الهلالي الجديد والمغربي عادل هرماش بالرباط الصليبي.. غير أن الفحوصات أكدت أن الإصابة هي أبسط من ذلك بكثير، حيث اتضح أنها في الرباط الجانبي ولا تحتاج سوى من 6- 10 أسابيع ليعود بعدها اللاعب للعب.. ولتذهب كل مشاعر الفرح بإصابته أدراج الرياح، ولم تمض سوى أيام ليأتي الخبر المضاد بإصابة لاعب المنتخب الأولمبي والنصر سعود حمود بالرباط الصليبي حقيقة وليس اشتباهاً ليقرر الأطباء استبعاد النجم الشاب عن الملاعب لمدة لا تقل عن ستة أشهر لتتحوَّل مشاعر الفرح إلى حزن وترتد الصدمة والحزن على الفرحين به وهو يصيب الآخرين.
بعد ذلك جاءت حادثة المحترف الكاميروني في صفوف الهلال إيمانا وما صاحبها من تحريص وتأكيد في محاولة لإيقاف اللاعب وحرمان الهلال من خدماته ليُفاجأ الجميع بحقيقة مصوّرة تمثّلت في اعتداء لاعب النصر حسين عبد الغني غير المبرر على حارس الفيصلي تيسير النتيف وتتم تبرئة إيمانا وإيقاف عبد الغني لثلاث مباريات فيرتد السحر على الساحر، وأنا هنا أتحدث عن الفرحين بمثل هذه الأحداث والساعين لتأجيجها.. الذين وصفوا أنفسهم طرفاً رئيساً في كل حالة وكل حدث.. تارة معه وتارة ضده وفقاً لمصالحهم الخاصة.
وقبل ذلك تابعَ الجميع الحملة الشرسة ضد المحترف الروماني السابق في صفوف الهلال ميريل رادوي، وكيف تم تأجيج الرأي العام ضده والافتراء عليه واتهامه باستخدام الوشم الخاص في يده بشكل يحقق رغباتهم لتدور الدوائر ويتعاقد النصر مع محترفه الكولومبي بينو الذي غطى جسده بالعديد من الأوشام التي تحمل صور المسيح (عليه السلام) وبشكل يكاد يغطي كل أجزاء جسمه ليسقط في أيدي من استمات في الحديث عن وشم رادوي وتأثيراته السلبية حيث لا يمكن إيجاد أي مبرر مقبول من مبرراتهم التي طرحوها ضد رادوي في حالة بينو.. لكن الطرف الآخر كان أكثر عقلانية في الحديث عن ذلك واكتفى بكشف زيف ادعاءات هؤلاء وهشاشة مقاصدهم وأهدافهم.
وعلى صعيد آخر وفي نفس الإطار تابعنا الموسم الماضي كيف تباكى البعض على الكيفية التي تم خلالها تأجيل لقاء الهلال بالاتحاد في الدور الأول من الدوري.. وكيف وضعت التبريرات وسبقت الأعذار والاتهامات هنا وهناك لمجرد تأجيل مباراة دورية لفريق يُمثِّل الوطن حتى إن هناك من جعلها سبباً في ابتعاد الاتحاد عن الصدارة والتخلي عنها لمصلحة الهلال.. ليتكرر الحدث نفسه، لكن هذه المرة لصالح الاتحاد الذي طلب تأجيل مباراته أمام الشباب في الدوري رغم وجود خمسة أيام كاملة تفصلها عن دور الأربعة الآسيوي.. حيث يسعى الاتحاديون لعدم لعب المباراة والتفرغ للبطولة الآسيوية رغم الوقت الكافي ورغم إغلاق باب التأجيلات بعد تأجيل لقاء الهلال بالاتحاد أسوة بتأجيل لقاءات الاتحاد في الموسم الذي قبله.. وشخصياً لا أرى ضيراً في تأجيل اللقاء دعماً لممثل الوطن في هذه البطولة.. لكنني هنا أُذكّر الجميع بمثل هذا الموقف حتى تكون الأمور واضحة ومكشوفة لجميع المواقف، وكشف الباحثون عن مصالحهم ومن يبحث عن المصلحة العامة لرياضة الوطن.. حقيقة وبكل أسف نحن في وسط غلبت عليه المصالح الخاصة والشخصية والمزايدات والصراعات، وخصوصاً من بعض الأطراف التي تجيد التعامل مع مثل هذه الأحداث.. والاستفادة منها وقتياً، إما لتشويه سمعة طرف من الأطراف، أو لتحقيق المزيد من المكاسب في ظل محاباة القرارات لمثل هذا التوجه ووضعه في الحسبان، وهنا تكمن مشكلتنا الرئيسة.. فحين يصبح الصوت الأعلى هو الأحق وهو من يحدد التوجهات ويصدر القرارات نكون قد دخلنا في دوامة لا يمكن الخروج منها سوى بموقف قوي شجاع يعتمد على المواجهة وفرض المنطق والمصلحة العامة على الجميع.. وحين لا يجد هؤلاء أي ردود فعل عندها (قد) يتوقفون عن جرنا نحو مصالحهم وأهدافهم الخاصة!
لمسات
* المستوى الكبير الذي قدمه فريق الفتح في لقائه أمام النصر في الجولة الماضية للدورة كان مفاجأة مفرحة للمتابعين.. حيث كان الفتح كبيراً بنجومه وعطائه طوال المباراة رغم النقص العددي في صفوفه وتأخُّره بهدف.. الأسلوب الذي لعب به الفتح في المباراة كان أسلوباً إيطالياً خالصاً حيث الدفاع القوي والروح العالية والهجوم المضاد بأكبر عدد من اللاعبين.. لينتزع أبناء فتحي الجبال فوزاً مستحقاً توجهم نجوماً للجولة الماضية.
***
* كنت من أشد المعجبين بالحكم الشاب فهد المرادسي حيث كتبت كثيراً عن هذا الحكم الذي يبشر بمستقبل جيد.. لكن ما ظهر به في لقاء النصر والفتح هز الصورة الناصعة لهذا الحكم.. والتي اهتزت أصلاً منذ نهاية الموسم الماضي.. وكل الخوف أن يكون فعلاً كمن سبقه من الحكام الذين يبرزون في البداية ثم يلحقون بالبقية!
* الروح العالية التي ظهرت في لقاء الهلال بالأهلي الماضي رغم بعض الألعاب الخشنة والتساهل التحكيمي أكدها الأهلاويون في نهاية المباراة حين كانوا أول المهنئين للهلاليين بدءاً برئيس النادي سمو الأمير فهد بن خالد وبقية اللاعبين.. وهي روح رائعة نتمنى أن تسود في جميع المباريات، فالمنافسة تنتهي مع صافرة الحكم.
***
* قرار الوصول لتايلند قبل مباراة منتخبنا أمام تايلند بثلاث ساعات سيكون له تأثيرات سلبية على النمتخب مهما كانت المبررات.. فقد سبق ولعبنا هناك طوال السنوات الماضية، وسافرت منتخباتنا بكافة فئاتها إلى تايلند ولعبت في ظروف اعتيادية.. فلماذا ظهر هذا التخوف الآن، ونحن أحوج ما نكون للفوز بالمباراة والتضحية بأمور كثيرة في سبيل توفير أفضل استعداد لها؟!