نشــرت جريــــــدة (الجزيرة) في العدد 14248 بتاريخ الأحد الرابع من ذي القعدة 1432هـ الموافق للثاني من أكتوبر 2011م. تقريراً كتبه بندر خليل أشار فيه إلى انخفاض عدد المقترعين في مدينة الرياض المسجّلين في الدورة الثانية لانتخابات المجالس البلدية عن الدورة الأولى بنسبة 84%، حيث بلغ عدد المقترعين في الدورة الأولى 56354 صوتاً وانخفض في الدورة الثانية إلى 8956 صوتاً.
هذا في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التي يسكنها قرابة 5 ملايين شخص، ويبدو أن الانخفاض شمل كافة مناطق المملكة؛ فقد نشرت صحف أخرى إشارات إلى أعداد ضئيلة للمقترعين في شمال وشرق وغرب المملكة، رغم أن المسألة على درجة كبيرة من الأهمية، إذ يتم من خلال التصويت انتخاب أعضاء يمثِّلون المواطنين والهدف من التصويت لهم أن يكونوا في المجالس البلدية التي يقدّمون من خلالها اقتراحات تسهم في تطوير المسار التنموي وتؤدي إلى تحسين الخدمات إلى غير ذلك.
غير أن الأمر العجيب هو الانخفاض والتراجع الكبير بين الدورة الأولى والثانية في المشاركة في العملية الانتخابية لأعضاء المجالس البلدية ولا نعرف ما هي الأسباب.
هل السبب هو عدم الشعور بفاعلية هذه المجالس وعدم تقديمها أي شيء استفاد الناس منه وأن الممثلين الذين انتخبوا لم يكونوا على قدر المسؤولية فلم يكن لهم أي صوت يعبّر عن آمال وطموحات المواطنين؟ أو أن يكون الشعور بأن دور هؤلاء الأعضاء هو مجرد إشعار للآخرين بوجود مجالس بلدية لكن دون أن تعطى هذه المجالس أي صلاحيات تساعد على تقديم الآراء والأفكار وتفعيلها؟
أو أن السبب هو في ضعف التجربة الانتخابية ومن ثم تخبط في الإجراءات الإدارية الروتينية التي تسبق العملية الانتخابية وعدم قدرة المرشحين على تقديم أنفسهم وأفكارهم وآرائهم التي تلفت الانتباه ومن ثم تدفع بالناس للمشاركة في اختيارهم؟
أو قد تكون هناك أسباب أخرى لا نعرفها. المهم في الأمر أن هذا التراجع هو تراجع كبير ومخيف، يدل على وجود خلل أبعد الناس عن المشاركة في الانتخابات!!