ينشط العديد من الوزراء هذه الأيام بالتوقيع وإبرام العقود في حين يغيب بعض الوزراء عن وسائل الإعلام لان لا مشروعات لديهم. أما لماذا هذه الأيام تتزايد التواقيع والعقود فلأنها ثقافة مالية وإدارية وإعلامية اعتدنا عليها تجمد المشروعات وتؤجل طوال شهور السنة. وعند نهاية العام المالي وقبيل إصدار الميزانية الجديدة تنشط عمليات توقيع العقود... قد تكون الأسباب الإجراءات أو بغرض تنظيف بنود الميزانية القديمة.
آخر الموقعين معالي وزير النقل د. جبارة الصريصري (16) عقداً لمشروعات طرق في جميع مناطق المملكة بتكلفة (2.240) مليار ريال. ود. جبارة الصريصري يجد الاحترام والتقدير على جهوده في إصلاح حال النقل بالمملكة حيث أخفقت المسارات الأخرى الطيران الخطوط الجوية وسكك الحديد وقطارات الكهربائية والأنفاق. وأصبحت الطرق البرية الحل الأكثر استخداما للسكان والاقتصاد. كما أن د. جبارة من الوزراء القلائل الذي يعلن أدق التفاصيل: الموقع والشركة المنفذة وذكر المبالغ المالية. يذكر الأرقام المالية بدقة وشفافية ووضوح وعلى سبيل المثال: مكة المكرمة: لربط طريق (حدا - الجموم) بالدائري الجنوبي بجدة المرحلة الأولى بمبلغ قدرة 99.999.999 ريالاً. وطريق قرية العمارية بمبلغ 37.999.999.70 ريالاً. والمستنقع بمبلغ 73.999.999.17 ريالاً. ودائري جدة المرحلة الرابعة بمبلغ 99.999.999.86 ريالاً. طريق أبو حدرية حفر الباطن رفحاء الجزء الواقع في الحدود الشمالية 639.999.999 ريالاً. أنا هنا لا أقصد أي غاية من ذكر تلك الأرقام سوى الرقم (9) اللافت للنظر لكن إذا كانت وزارة النقل لديها هذه الدقة في الأرقام والشفافية في ذكر اسم الشركة المنفذة وتحديد الموقع لماذا لا تهتم وتعتني بخدمات الطرق مثل المحطات والاستراحات فطريق: الرياض- القصيم - حائل - الجوف - الأردن من الطرق الدولية افتتحت مرحلته الأولى الرياض القصيم منذ عقود من الزمن ومازال غير مخدوم بالمحطات والاستراحات الكافية إلا من محطات قلائل جداً. وتكاد تنعدم في مراحله الثانية والثالثة والرابعة. وتحل بدلا من المحطات والاستراحات (أكشاك) وهي بالواقع تموينات متواضعة من صنادق وصفيح وخيام لبيع الماء والبنزين... هذه الطرق صرف عليها مليارات الريالات ومفخرة عربية وشرق أوسطية تشق الحافات الجبلية والكثبان الرملية تخترق أعظم رمال الجزيرة العربية: النفود الكبير والنفود الصغير الدهناء. ونفود الثويرات. وعريق البلدان ونفود الغميس وتبقى محطاته من صفيح وأعشاش وغرف أسمنتية متواضعة بلا وقود ولا ورش لأعطال المركبات ولا دورات مياه وأن وجدت فهي بائسة (وقذرة)...
وزارة النقل تفسد جماليات إنجازها ومفخرتها بالنواقص الرئيسة في حين لا تتردد في ذكر أرقام العقود التي تصل الى مليارات الريالات وأرقام 99 منتهية الصغر وحتى الهللة تذكرها. وطريق الرياض القصيم الأردن من أهم الطرق الدولية يهمل بهذه الصورة. وكذلك طريق القصيم المدينة المنورة الذي يربط وسط وشرق المملكة بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصبح الطريق إلى طيبة الطيبة موحشاً ومخيفاً ومفزعاً خشية من أعطال البنزين أو محرك السيارة.
أمام وزارة النقل متسع من الوقت والمعالجة لتأمين الطرق بالمحطات فالذي شق رمال النفود الكبير، وقضم حافة طويق، ومهد حرات المدينة المنورة، وعبر وادي الرمة، وتجاوز جبال غرب القصيم، قادر - بإذن الله - على تأمين الطرق السريعة بالمحطات والاستراحات للمسافرين وزوار مدينة الرسول علية أفضل الصلاة والتسليم.