قرار إنشاء الجامعة الإلكترونية بمنزلة فتح جديد لكثيرين وبارقة أمل ونافذة ضوء على مرحلة جديدة لتطوير الذات واعتياد البحث والقراءة التي تعمق التفكير وتحث على التأمل والغوص في التخصص الدقيق الذي ينشأ عنه تجويد في الأداء وتحسين في المخرجات؛ ففي ظل الظروف المعيشية المستقرة على اختلاف مستوياتها فإن هناك من يعمل على رفع مستواه العلمي بهدف تطوير موقعه الوظيفي أو تحسين مستواه العلمي وغير ذلك من الأهداف. ويأتي قيام هذه الجامعة للارتقاء بمخرجات التعليم العالي وإتاحة فرصة كبيرة أمام الجميع، خاصة ممن لم تسمح ظروفهم العملية أو الزمانية أو المكانية بمواصلة مشوارهم التعليمي كي يحققوا حلمهم الذي طالما تمنوه لفوات الفرصة في أوقات سابقة لأسباب متعددة.
ومن هنا فإن الجميع ينتظر القرارات الإجرائية والتنفيذية بعد التشكيل الهيكلي والإداري للجامعة، ورصد الميزانيات التي تعين على تقديم خدمة تعليمية بجودة عالية للمستفيدين في مختلف المناطق والمحافظات، ويبقى الأمل كبيراً في التعجيل بإجراءات قيامها وتوفير المتطلبات لهذا المشروع الحضاري، وكذلك دراسة إمكانية البدء في تصميم برامج لدراسة الماجستير والدكتوراه سداً لفراغ ظَلَّ فترة طويلة حُلْماً يراود كثيرين بمواصلة التخصص الدقيق في مرحلتَيْ الماجستير والدكتوراه استغلته جهات أخرى لتقديم هذه الخدمة بمواصفات وشروط وضوابط غير علمية تتنازل عن كثير من المتطلبات الواجب توافرها في المتقدمين، والتوسع في برامج جامعية أخرى غير التي صدر القرار بها، وهي (كلية العلوم الإدارية والمالية, وكلية الحوسبة والمعلوماتية, وكلية العلوم الصحية)، كذلك فإن الاعتمادات الأكاديمية التي تعزم الجامعة الحصول عليها والجودة في برامج الجامعة ستكون مدعاة لطموح الكثيرين للانتساب إليها.
وأخيراً فإن إغلاق برامج الانتساب القائمة في الجامعات حالياً كما ورد في القرار قد يترك فجوة ويزيد العبء على الجامعة الفتية، ولكن تبادل الخبرات بين برامج الانتساب والتعليم عن بُعد القائمة في الجامعات والجامعة الإلكترونية قد يكون أجدى وفيه توسيع للخيارات ومجال للتنافس الإيجابي.
Barakm85@hotmail.com