ليس فقط بدافع الأخوّة التي تجمع البلدين الشقيقين المملكة والكويت، ولا برابط الحدود المشتركة، أو عضوية مجلس التعاون الخليجي.. بل بدافع تلك الألفة بين الشعبين والروح الهائمة في سموّ المحبة، والتاريخ المشترك، والحاضر الممتد الذي جسّدته دولة الكويت من خلال الفعالية الأخيرة التي أقامتها غرّة هذا الأسبوع «عزيزة يا كويت»، والتي كانت بإشراف ورعاية حرم السفير الكويتي الشيخة عبير سالم العلي الصباح.
حضرت الكويت عبر أربعة أيام بتراثها.. بداناتها النفيسة الخارجة من عرق البحر، بهيلها وقهوتها، وكل تفاصيل الحياة القديمة التي تلوّنت بروح العصر، بمشغولات يدوية تحاكي الماضي بروح الحاضر، أبدعت فيه أيدي نسائها التي طرّزتها الحنة وعطـّرها العود، أولئك النساء اللاتي حضرن يؤكدن أصالة تلك البلاد، وإبداع نسائها اللاتي أتين يحملن إبداعاتهن الموشّحة بالتراث المطعمة بنفحات كويتية وسعودية أحياناً، تؤكد القرب الجغرافي والوجداني للبلدين الحبيبين.
عزيزة يا كويت هي مناسبة من مناسبات عديدة أقامتها عبير الصباح تعبّر عن المشهد الجميل الذي يجمع البلدين الشقيقين على بساط الحب وفي رحاب التاريخ، وسنفتقد في الأيام المقبلة (زحمة السير) التي سببها العدد الكبير لزائرات المعرض حول المملكة، حيث كان يلزمنا ساعات للوصول وكنا آنسين بالانتظار لأننا سنعانق مجد الكويت وتاريخها.
موناكــو في المملكة
من المبدع أن تروّج الدول لسياحة ناجحة إلى مناطقها الطبيعية والأثرية، وقد لفت انتباهي الطريقة التي اتبعتها هيئة السياحة في موناكو بحضور رئيسها إلى المملكة لتكريم شخصيات مختارة حسب حضورها العالمي وإمكاناتها في خدمة السياحة، مما يؤهّل هذه الشخصيات أن تكون سفراء ناجحين لهذا البلد الساحر، وتبادر إلى الذهن نشاطات عديدة ومقدّرة لهيئة السياحة والآثار السعودية، لنقل تراث وماضي المملكة حول العالم في أشهر المتاحف العالمية، مثل اللوفر الفرنسي وآرميتاج الروسي وفي برشلونة أيضاً، حيث تعرّف الإنسان هناك إلى عراقة هذا البلد وغناه التاريخي.
« ما ضاع حق ووراءه مطالب» هنيئاً لهيئة السياحة والآثار التي استعادت قطعاً أثرية من خارج المملكة، وهنيئاً لنا بسلطان بن سلمان.
من آخر البحر:
لما طال غيثك لم ينهمر
جفت عروق الأرض
وتحوّلت صبارة شوك في صحرائك
mysoonabubaker@yahoo.com