الحراك التشكيلي المتمثل في الفعاليات (ملتقيات أو أمسيات أو معارض جماعية أو ورش فنية) مهما اختلفت تسمياتها خصوصًا التي لا تتم عبر بوابات رسمية وإنما برغبة وإعداد وقيادة وتغطية تكاليف من بعض التشكيليين، استحقوا على جهودهم تقدير من في الساحة التشكيلية عودًا إلى سمو أهدافهم المتمثلة في لم الشمل وتبادل الخبرات في وقت نحن في أمس الحاجة لمثلها إثراء للساحة لإصلاح ذات البين وزرع ثقافة الرأي والرأي الآخر منتظرين نتائجها المأمولة لتحسين صورة المجتمع التشكيلي الموصوفة من غير التشكيليين (بمجتمع الخلافات).. نتيجة ما لحق بها من زوابع يعلم الجميع آثارها. لكننا نكتشف عندما نقترب أكثر من تلك الفعاليات خصوصًا المشتملة على هامش من الحوارات المبرمجة مسبقًا أو العفوية، وجود سلبيات في كيفية استغلال هذا الجو الحواري، تتطلب قيام من يتولى إعدادها وضع منهج أو ميثاق يلزم المشاركين فيها بآداب الطرح الراقي والهادف لمنع استغلال المناسبة من قبل الشاذين عن قاعدة الحوار الحضاري بتمرير سؤال أو خبر أو إشارة تخرج اللقاء عن الهدف الأساسي، تحمل رأي مبطن (الشواهد كثيرة) قصد بها الإساءة لجهة رسمية أو أفراد، لا لشيء إلا أنهم يحملون لها العداء، يسعون بطرحها لكسب رأي الحضور (المجاملين لهم مقابل الحفاوة) ليأخذوا قبولهم وإنصاتهم حجة وشهادة ضد من أثير حولهم النقاش، إضافة إلى استفزاز أي من المشاركين ممن يخالفهم الرأي بأسلوب أقرب إلى الجهل منه إلى العقل الراجح فأصبح حضورهم ومشاركتهم لمثل هذه لفعاليات سببًا في اعتذار كثير ممن توجه لهم الدعوات تفاديًا لتصرفاتهم التي انعكس أثرها على الضيوف والمستضيف وصولاً إلى الساحة التشكيلية بأكملها.
نختم بالقول: إن هذا التحرك في تنظيم المناشط والفعاليات لن يكون إيجابيًا إلا بعد تصفيته من الشوائب والعوالق وإلا سيجرفه تيار التفرقة والتباعد والانسياق خلف مشاحنات لا تليق بفنانين وهبوا بما لم يوهب به الآخرون.
monif@hotmail.com