مواسم الحج والعمرة والزيارة هي مواسم الذروة وزيادة الحركة الجوية وهي الأوقات التي تتكشف وتظهر فيها جودة العمل التشغيلي لشركات الطيران وللمطارات فها نحن هذه الأيام نستقبل حجاج بيت الله الحرام وهذا يذكرني بأزمة حقائب المعتمرين المصريين ومن المسؤول عنها، فالتكدس ظاهرة سلبية ومؤشر على تدني الجودة والتوجه إلي تدني التخطيط. إن الاعتماد في التشغيل لنقل الحقائب وشحنها وكذلك المسافرين على النظام الآلي ليختصر كثيراً من الوقت والجهد ويقلل نسبة الخطأ بشكل كبير لشركات الطيران وخصوصاً فيما يتعلق بالأولى أما الاعتماد على النظام اليدوي في شحن الحقائب منذ استلامها من المسافر لهو ضياع للجهد والوقت وزيادة مساحة الخطأ بشكل كبير بل يصل الأمر إلى زيادة احتمالية ضمان الخطأ نفسه وخصوصاً في تلك الأوقات أياً كان المبرر من بطء الأنظمة الآلية أو تعطلها أو تهالكها أو عدم وجودها أصلاً ضمن البنية التحتية وكل أزماتنا التي نعاني منها كعرب تعود إلى الاقتصار في التخطيط طبعاً إذا كان هناك تخطيط بحيث يكون على المدى القصير أما المدى المتوسط والبعيد كالتخطيط لعقد أو عقدين أو ثلاثة فلا نكاد نجدها سواء على المستوى الفردي أو الحكومي أو الشركات ويترتب على ذلك المفاجآت التي لم نكن نتوقعها وتلك تكون طبعا مع غياب التخطيط أما مع وجود التخطيط المحكم المسبق فهي ليست مفاجآت بل هي أمور متوقعة وطبيعية وإذا كانت مفاجآت فالفشل أمر طبيعي بخلاف ما إذا كانت أموراً طبيعية فالفشل مفاجأة فغياب التخطيط للمعتمر والزائر المصري بسرعة العودة إلى بلده مع المقيم المصري للحاق بعيد الفطر مع ذويه وترتب عليه الحضور للمطار بدون حجز مسبق للتمكن من الحصول على مقعد ومضاعفة الأوزان عن المسموح به نظاماً أسهما بشكل كبير في حدوث الأزمة وكذلك عدم تمكن الخطوط السعودية من التغلب على تلك المشكلة ليدل على سوء التخطيط الذي تعاني منه الخطوط السعودية منذ انتهاجها أسلوب الخصخصة وتركيزها على العنصر المادي وإن كان على حساب الجودة الذي ترتب عليه فقدانها لولاء موظفيها الذين أصبحت مرتبات الجديد منهم زهيدة بخلاف ما قبل الخصخصة فقد كان يضرب بالسعودية المثل في إكرام موظفيها ليس هذا فحسب بل ربما يستغل الموظف ليعمل عمل موظف ونصف الموظف بذلك المرتب المتواضع بحجة الخصخصة وتحت هذا الشعار البراق فقدت الخطوط السعودية احترام المجتمع فالرحلات المحلية في السنوات الأخيرةتقلصت بشكل كبير وفشلت الخطوط السعودية في إرضاء مجتمعها خدمياً وبدأت تركز على الرحلات الأكثر ربحية أي الرحلات الدولية فأصبحت انتقائية في صفقاتها على الطائرات ذات الحجم الكبير استعداداً لتلك الرحلات ذات الربحية العالية وتناست آثار ذلك على الاقتصاد المحلي والمجتمع ولا يعنيها سوى إيراد الشركة دون ربطه بالسلبيات الواقعة على الاقتصاد المحلي والمجتمعي. هدف السعودية بتحميل نفسها المزيد من الرحلات التي تتجاوز قدرتها التشغيلية لتحقيق الهدف الربحي وقبول الشركة المشغلة لمجمع صالات الحج والعمرة والمولودة أصلاً من رحم التخصيص لهذا الأمر بهدف ربحي نفعي أيضاً لهو أمر تدفعه الشركتان من جودتهما كما رأينا وهذا لايبرئ إخواننا المعتمرين المصريين المخالفين للأنظمة مما فاقم الأزمة، ومختصر القول إن تخصيصنا المطلق غير المقيد بضوابط وإن كان هناك ضوابط فهي ضوابط ورقية معاقة. وأسفاه على أن قافلة التخصيص المطلقة ما زالت تسير.
mohammadaljabri@hotmail.com