أتابع ما يكتب في (الجزيرة) من أخبار التربية والتعليم ودور المدير والمرشد والمعلم في العملية التربوية وتعقيباً على ذلك أقول:
لا يختلف اثنان على أهمية دور المعلم في المدرسة وعظم الأمانة التي تحملها فهو أمين على طلابه ومسؤول عنهم أمام الله ثم أمام ضميره والمسؤولين فيجب عليه أن يحرص عليهم غاية الحرص ويربيهم ويعلمهم ويصبر على أذاهم وشقوتهم ولاسيما إذا كانوا صغاراً لا يعون كثيراً من تصرفاتهم كما يجب عليه أن يحرص على نموهم الجسمي والعقلي والانفعالي والوجداني وأن يحافظ على أمورهم الخاصة ويكتم أسرارهم إن بدت فهو متى ما فعل ذلك جنى ثماره عاجلاً أو آجلاً إن شاء الله وارتاحت نفسه وسكن فؤاده وعلم أنه حقق ولو جزءاً يسيراً مما وكل إليه وكما أن في المال زكاة فبسط الوجه ولين القول وتقديم الخدمة للآخرين والصبر عليم زكاة للنفس.
والمعلمون في المدرسة أسرة واحدة ينبغي على كل واحد منهم تحمل الآخر والصبر على زلاته وتقصيره والتغافل عن خطئه فهم بشر معرضون للنقص والفتور والشاعر يقول:
ليس الغبي بسيد في قومه
لكنّ سيد قومه المتغابـي
وقال شاعر آخر:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
والتغافل ثلاثة أرباع العقل، حرصاً على اكتمال الدائرة وألا ينفرط العقد
والشاعر يقول:
حافظ على ود القلوب من الأذى
إن الزجاجة كسرها لا يشعب
وتتأكد كل هذه الصفات آنفة الذكر في مدير المدرسة ووكيلها والمرشد الطلابي فهم أمناء المدرسة وعليهم العبء الأكبر في هذا الجانب، ومما يؤلم أن البعض من هؤلاء لديه القوة في العمل والقدرة عليه والجلد والصبر الطويل ولولا مشاعر القراء لوصفته لكنه في جانب حمل أمانة الأسرار صفراً فتراه يطلق العنان للسانه لا يبالي بما يقول ويفتح الملفات وينشر قضايا مدرسته وأسرار زملائه وطلابه للبعيد والقريب ومع خاصته وجلسائه يقدح ويمدح كيف شاء ومتى شاء وهذا أمر مذموم لا يقبله العقل فضلاً عن الدين الذي حرمه كما جاء في الحديث (لا يدخل الجنة نمام) وفي رواية (قتات) فحري بمن وكل إليه تكليف مثل هؤلاء أن يتنبه لمثل هذا الملحظ استجابة لقوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.
سالم الهزاع - تعليم حوطة بني تميم