كان يا ما كان في زمن من الزمان فريق يحمل شعاراً لونه الأزرق والأصفر تزين صدور لاعبيه خارطة الجزيرة العربية، فريق ولا أي فريق، متعة لعشاقه الكثيرين منبع النجوم وقاهر للخصوم، صديق للبطولات ومعتلي للمنصات، ولا يغيب عن الانتصارات كحاله اليوم مع الأسف الشديد.
لا تكاد تمر أولى الدقائق من عمر مبارياته إلا واسم أحد لاعبيه وبالأخص (ماجد عبدالله) مسجلاً على لوحة الملعب بعد تسجيل هدفاً له في مرمى من يقابله.. فريق متجانس يلعب من أجل الفريق ومن أجل الجماهير ومن أجل الشعار، روح قتالية وحماس لا تكاد ترى له مثيلا، لا يرضى بهدف يلج مرماه عطفاً على خسارة تقصيه، حارسه يحرس مرماه عصراً وفي الليل يحتفل بزواجه، ودفاعه يذود ببسالة عن فريقه والرباط على إحدى قدميه ووسطه يحرث الملعب طولاً وعرضاً بحثاً عن فوز إلى البطولة يدنيه، ورأس حربته ذات ليله لعب ويده اليسرى «مكسورة» معلقة إلى عنقه وسجل هدفاً برأسه ضد فريق الشباب أنهى به المباراة.. صولات وجولات للنصر ما أجمل تفاهم لاعبيه وأخص منهم «كبير الهدافين» ورفيق دربه يوسف الفنان، فسبحان مغير الأحوال.. أين ذهبت تلكم الروح؟ وأين غابت تلك النجوم وأين ذلك الفن والعطاء؟!.
أكتب هذه الأسطر بعد أن تابعت جزءا من مباراته الأخيرة في دوري زين أمام الأهلي في جدة يوم الجمعة 17-10-1432هـ وكنت قبلها بعيداً عن الرياضة منذ سنوات، وبالتحديد منذ أن ترجل فارسها الأول وهدافها البارع ماجد عبدالله.
فماضي النصر كان جميلاً، ولن يعود إلا بتكاتف أعضاء شرفه حول ناديهم مع غيرهم من محبي النصر ورجالاته لإنقاذ النصر الكبير حفاظاً على تاريخه الجميل لكون استمرار حاله هكذا بين تخبط وعدم استقرار وبعد عن البطولات سينسي محبيه ماضيه الجميل، ولن يرضوا بحاضره..
آه ثم آه، ثم آه على نصر أعوام 1399-1400-1401هـ إلى عام 1415 وإن شئتم أضيفوا عليها عاماً أو عامين، فالكرة أهداف، والأهداف عنوانها ماجد عبدالله وأركز عل اسمه كونه هداف الفريق ونجمه الأول، وما كان ليكون لولا تكاتف الجميع معه وتعاونهم نحو تحقيق النصر، أيامها كان النصر يغذي المنتخب السعودي بالنجوم حتى وصل الحال في إحدى الفترات أن يضم المنتخب في تشكيلته 8 من لاعبي النصر، والآن وبعد السؤال وفي آخر مشاركات المنتخب لا يوجد سوى لاعب نصراوي واحد في صفوف الأخضر، فارق كبير بين نصر اليوم ونصر الأمس.
وشكراً لصحيفة الجميع «الجزيرة».