السعوديون أبطال قصة «فطرة الوطن السليمة» في العصر الحديث، حتى اليوم هم من أكثر «الشعوب» حباً لوطنهم وولاءً لقيادتهم، لا يشعر أحدهم إلا بما يشعر به الآخر، فلا تفرقة في ظل دولة الحق، وقادة العدل.
تربينا صغاراً على «فطرة» تقول: إن كل «سعودي» هو أنا، مثلي تماماً.. محب لوطنه.. مؤمن بعقيدته.. ولاؤه لله ثم لمليكه ووطنه.. صادق.. مخلص «للراية الخضراء»، لم نشعر يوماً «باختلاف» عرق أو لون أو مذهب، فمن يحمل «الجنسية السعودية» يخفق له قلبك عندما تراه «يحمل جوازه السعودي» في يده داخل أي مطار أو منفذ حدودي.. سواء كان من «شرق البلاد أو غربها» إنه جزء منك.. جزء من هذا الوطن الشامخ.. جزء من المجد.. إنه «أنا، أنت، كلنا» إنه سعودي وكفى.
فهو شرف لا يضاهيه شرف وميزة لا يستطيع أن يدركها أي رجل في العالم غيرك؟!. عندما يشار إليك «ببلاد الحرمين» أشرف الأوطان، وأغلى ثرى، بلد يُحكم فيه بكتاب الله وسنة رسوله، قادته من أهله، أبوابهم مفتوحة، وقلوبهم «رحيمة» يختلطون بالشعب في الأفراح والأحزان.. نحن شعب الجسد الواحد.. والألم الواحد.. والأزمة الواحدة، نعرف ونقدر بعضنا نعيش في «حب» وتعاضد وتكاتف فيما بيننا، ونقدر «غالياً» ما دفعه الآباء والأجداد لنكون «دولة التوحيد» الموحدة.
اليوم في ظل صانع التاريخ «السعودي الجديد» الملك عبد الله بن عبد العزيز نحلم في مزيد من الرخاء والاستقرار والتكاتف لننعم «بالمنعة والعزة» وكلنا طموح بتجديد وتطوير هذا الكيان أكثر فأكثر، في ظل رؤية ثاقبة «لإمامنا» لبناء وتطوير وتنمية «الإنسان السعودي» وتحقيق أحلامه.
هذا المشهد لا يروق كثيراً ولا يعجب أعداء الدين والدولة ممن يعانون الويلات والحرمان والقهر، ويمارسونه على شعوبهم وفي بلدانهم، وهو ما جعلهم يفكرون «بيأس» لنقل الفوضى والتفريق والإرهاب ومحاولة تصديره إلينا عبر بعض «الغوغائيين» الذين ضعف إيمانهم وغرر بهم ليقعوا في حبائل «مرجعيات بغيضة» في دول خارجية، عرف عنها بغضها وعدائها للمملكة وأهلها.. وللأسف إن هؤلاء الشبان هم أبناء «سعوديون» خالفوا العقلاء من أهلهم.
لقد كان الرد الرسمي لوزارة الداخلية واضحاً وجلياً بأنها «لن تقبل إطلاقا المساس بأمن البلاد والمواطن واستقراره، وأنها ستتعامل مع أي أجير أو مغرر به بالقوة، وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه القيام بذلك. وتهيب في ذات الوقت بذويهم من العقلاء ممن لا نشك في ولائهم، أن يتحملوا دورهم تجاه أبنائهم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وإلا فليتحمل الجميع مسؤولية وتبعات تصرفاته».
هذا دور وواجب ننتظره من العقلاء والحكماء من أقارب وأهل من قاموا بأحداث «العوامية» الأخيرة، ورجال الأمن المخلصون بالمرصاد لكل مغرر به، وهناك دور آخر لا يقل أهمية على كل أب وأم وأخ ومعلم لحماية وترسيخ صورة «السعودي الحقيقي» الصادق والمخلص والمؤمن المحب لوطنه وقيادته في «أذهان الصغار» من جيل قد يسمع فضائيات تتناقل، أو مواقع تروج لصورة «سعودي آخر» لم يسمع به ولم يعرفه من قبل..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net