أن يعلن صاحب مكتب عقاري عن بيع أرض في تلك الإعلانات الصغيرة المنتشرة في صحفنا، فهذا شيء معتاد، خاصة أن بعض الناس لا يجد متعته إلا في قراءة هذه الإعلانات والاتصال على أصحابها ليسولف معهم، ويسلي نفسه في عطلة نهاية الأسبوع، التي لا يجد الواحد منا أي مكان أو فعالية تسليه أثناءها ! ولقد اتصل بي أحد هؤلاء الناس ليطلب مني الاطلاع على إعلان صغير، إلى جانب 32 إعلاناً منشورة في ثلث صفحة. وفعلاً وجدت الإعلان: «طبيب سعودي متميز في مجال الكذا وكذا.. للحجز هاتف كذا وكذا»، في حين كانت كل الإعلانات إلى جانبه، عن طلب خادمات أو تأجير زحاليق أو شراء نحاس وبطاريات أو ترميم أسوار أو حفر آبار.
الشخص الذي لفت نظري للإعلان، كان يسأل:
- ما الذي أتى بهذا الطبيب السعودي المتخصص إلى هذه المساحة؟! هل هو فعلاً طبيب متخصص، أم أن شخصاً يستهبل علينا، ليروج لرقم هاتفه؟! هل هو صاحب عقلية ذكية، جعلته يذهب إلى المكان الأكثر شعبية، ليعلن فيه عن نفسه؟!
كل هذا يهون. ما لا يهون بالنسبة لي أن هذا الطبيب ربما لم يجد فرصة للعمل، فأصبح حاله مثل حالة المكاتب الشعبية البسيطة التي تعمل يوماً ولا تجد عملاً لشهور، وإذا كان هذا هو الحال، فإن وضع أطبائنا، قد وصل إلى طريق مسدود!