خليه يبقى على حلمه ومشكورة
ياغايبه ماتفيد النار بحارة
وسادته بالدموع الزرق ممطورة
وقلبه زجاج انكسر في عين غدارة
شاعر غيابك يطيح ويذبل شعوره
لاشب ذكراك تحرق غايته ناره
شوفي قصيدة وشوفي باقي سطوره
وشوفي حضنه الجفاف وماتت أزهاره
لو فك قيد الكلام ورجّع حضوره
لفاه خيل السكوت وشّتت أفكاره
في داخله للحنين بيوت مهجورة
مامره أحباب والا ناس زواره
أكبر طموحه يشوف الناس مسرورة
وأصغر طموحه محد يدري عن أسراره
خلاه صدك يفضفض كل مستورة
لأشخاص تعبر غريبة داخل الحارة
يتخيلك في براويز المسا صورة
ويرسم بوجه الصباح ألوان تذكاره
يجلس بكرسي عليه آمال منثورة
والشارع العام, والشباك وأنواره
ذكرى قلادة وغرشة عطر مكسورة
ومشيع ٍ للتجافي دفتر أشعاره
حزين ظن الأمل أيديه مبتورة
لو عاش يأسه بينسى عالم إصراره
إنسان عاش بوهم وأحلام محصورة
هو يحسب الحب يسوى عنده دياره
على كثر مايشب وينطفي نوره
يحسب أن الهبايب تنفض غباره
طيّر على ذكر من خلوه عصفوره
وأسدل ستاير غياب ووفكك أزراره
غريب حظه رماه فبنت مغرورة
ولعازف الحي يبوح بصوت مزماره
وخليه يبقى على حلمه ومشكورة
مدام وقته يشين بعين غدارة
الشاعر -سعود سليمان الفليّح