وعد أمير الشباب أن تُختصر قائمة هموم الشباب،..
ولعلنا نعينه هنا فنقول: بإنشاء مرافق تستقطبهم، وتوفر لهم ما تتضمنه قائمة حاجاتهم، من برامج رياضية منوعة، تشمل جميع أنواع الرياضة، تكون غير مقتصرة في كرة القدم، وغير مرتبطة بنوادي كرة القدم،.. وتكون عامة، وشاملة، وموزعة على جميع الأحياء، في مدن المحافظات، وقراها، وضواحيها..،
لا تقتصر على الكبيرة منها، دون الصغيرة فيها...، بل تكون متاحة، مشرعة حيث ينبض شاب..، لتمكين جميع فئاتهم، وأعمارهم، دون استثناء،..
وإن خُصص لبعض التدريبات فيها مقابل مادي..، فلا ما يمنع، لتعويدهم على المسؤولية، وعدم الاتكال،.. ومعرفة قيمة التبادل، بين الحاجة وثمن تحقيقها..
لكن يبقى مقابلاً رمزياً، يفي بأهداف التربية، والسلوك، في نطاق القدرة المادية لكل ذوي الدخل، المحدود، والمتوسط...
كذلك تتضمن حاجاتهم، رعاية مواهبهم في الرسم، والسباحة، وألعاب القوى، واللياقة البدنية، ومسابقات الابتكار، والإبداع، في ضوء مسؤولية رعاية الشباب عن رعايتهم الشاملة...
كما تتضمن حاجاتهم أيضاً، تدريبهم على ركوب الخيل، والرماية، والسباحة والخطابة، والتأليف، والقراءة، والحوار، وتبادل الخبرات..، ..
كذلك تشمل قائمة حاجاتهم، أن تخصص أنشطة مماثلة، لذوي الحاجات الخاصة..
وإن استطاعت رعاية الشباب أن تربط بين الترويح، والفائدة، بالقيم الأصيلة، والأخلاق المكينة، بزجهم في برامج محكات، لتدريب السلوك، والقضاء على السالب منه، فسوف تحقق بذلك دوراً أساساً، جاء به حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، حين قال: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته».. طالما هذه المؤسسة هي لرعاية الشباب، وهم الفئة ذات الحاجة الماسة لمن يكون مسؤولاً واعياً، بكل جانب في نسيج هذه الحاجات،..
لذا، عليها أن تُبادر، وتفعل،..
فإنها - أي رعاية الشباب - في محك «المأمول» منها لتصويب مسار واقعها، وتعضيد أدوارها، وتقنينها،...
ولا يتحقق لها النجاح في تحقيق هذه التطلعات، وجعل الأهداف قيد التنفيذ، إلا متى أخذت بالمشاركة مع الجهات الأخرى، المعنية بالشباب، من جوانب مختلفة كالجامعات، والإعلام، ومؤسسات الخدمات العامة، كالاتصالات،.. ونحوها...
وقد ألمح أمير الشباب، وهو يكشف عن المأمول مما تستشرفه رعاية الشباب، في القادم القريب، أن هناك اتفاقيات قد تمت بين مؤسسة الشباب التي يرأسها، وبين وزارة التعليم العالي، ووزارة التربية والتعليم، وغيرهما، من أن أجل أن تُمكّن هذه المؤسسة الشبابية من ممارسة أدوارها، في جميع مستويات التعليم، والاستفادة من منشآتها، لقيام الأنشطة الشبابية فيها،...
غير أن ما سيُتاح منها مبدئياً، بحسب ما تشير إليه الاتفاقات للمشاركة هي المنشآت الخاصة بكرة القدم...
بما يدعونا للتفاؤل بعد مواجهة أمير الشباب للأطياف المختلفة في رواق الجامعة الإسلامية، بأنه سوف يأخذ أمر جميع حاجات الشباب لنطاق التنفيذ...
ويدعونا للتفاؤل أكثر، حين نتفق على أن المؤسسات التعليمية، والتربوية، لديها حصيلة هائلة من المواقف التي تُمكِّنها من خلال معرفتها بها، لأن تسدد الكثير في اتجاه أن تحتوي الشباب احتواءً يقيهم طمي السيول، وهوات التردي، وشتات الضياع،.. ويُمكّنهم من الوقوف بعقول نيّرة، وأجسام صحيحة، ونفوس سليمة وأرواح طامحة... ومفاهيم صحيحة للحياة.. والذات.. والآخرين..
فالشباب يحتاجون لمن يؤكد لهم أهميتهم في المجتمع..، ويعزز أدوارهم فيه...، ويهبهم مفاتيح الانطلاق الواعي للبناء، والعيش السليم...
ننتظر الكثير من أمير الشباب، ولا سيما أنه بوعيه، ونبله، ودماثة شخصيته..، قد ملك زمام الثقة، وهو يتحدث بشفافية، ويؤكد بحرص... ويتفهم بوعي... ويعد بعزم...
وننتظر الأثمر الأكثر من شراكة الجامعة الإسلامية، في هذا الدور، بما منحته من مبادرات...
لعل أجملها أن على مقاعد الدرس والنشاط فيها، قد تحوَّلت اللغة العربية لجدول عذب على ألسنةٍ ما كانت تنطقها، فغدت ترسمها صوتاً، وحرفاً، وبياناً...
وشبابنا، أول من يحتاج لأن تبدأ قائمة اجتثاث الهموم الخاصة به، باجتثاث همِّ الخائفين على العربية من الذوبان والضياع، تلك التي فقدها لسانهم، ولا بد من أن تُحفظ، كما ينبغي لها وتُرعى.. بين خاصتها على هذه الأرض...
وللدكتور العقلا وفريق عمله التحية مشفعة بالدعاء... إذ بارك الله له وفيه وعليه بركات سخية.