اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالعزيز بن إبراهيم الرويتع في «الجزيرة» العدد 14236 والذي طالب فيه وزارة العمل بسرعة إنهاء إجراءات الفيز «العالقة» في بعض دول شرق آسيا وتعويض أصحابها عنها بسرعة بدلا من الانتظار سنتين لكي يتم تعويضهم عنها ورغم أن مطالبته صحيحة لأن معظم الأسر السعودية التي أقدمت على استقدام عمالة منزلية من إندونيسيا والفلبين متوقفة منذ تسعة أشهر بسبب شروط تلك الدول والتي رفضها الجانب السعودي وقد تسبب توقف الاستقدام من تلك الدول إلى «سوق سوداء» اشتعلت في شهر رمضان حيث وصل راتب الخادمة المؤقتة في شهر رمضان إلى 3000 ريال أو أكثر كما أن مئات الأسر قد تقدمت لاستقدام سائق عائلي بمناسبة قدوم العام الجديد وحتى الآن لم يصلوا وربما لن يصلوا كما أن الهند هي الأخرى قد أوقفت منح تراخيص العمل للسائقين والمزارعين والرعاه في دول الخليج العربية بما فيها المملكة في إجراء مفاجئ حيث إن بعض الأسر عندنا قد تضررت وتوقفت فيز استقدام السائقين من الهند وحتى إشعار آخر.
عموماً وما أنا بصدد الإشارة إليه هو أننا قبل ثلاثين عاما أو يزيد كان لا يوجد لدينا خادمات ولا سائقين وكنا نعيش حياة سعيدة وهانئة وكانت الأمهات في منازلهن شعلة من العمل طوال النهار في الطبخ والتنظيف وغيرها من الأعمال المنزلية وكان الآباء يوصلون أبنائهم إلى المدارس وقد يقول قائل إن الحياة تغيرت والمنازل كبرت عن منازل الطين الصغيرة، وأنا أقول صحيح هذا الكلام ولكن المنطق يقول إن أمهات ونساء هذا الزمان قد «تكاسلن» وأصبحن يعتمدن على غيرهن في كل صغيرة وكبيرة ما جعلهن في عداد «البدنيات» فلا حركة ولا عمل والأمر كذلك ينسحب على الآباء والإخوة الكبار الذين لا يكلفون أنفسهم بالمساهمة في إيصال إخوانهم وأخواتهم إلى المدارس حيث صار الاعتماد الكلي على السائق في كل صغيرة وكبيرة. عموماً لنفترض أن الاستقدام قد توقف أو رفضت بعض الدول إرسال «عاملات منزليات» إلينا وسائقين أيضا هل ستتوقف الحياة عندنا. ياسادة أنصحكم أن تعتمدوا من اليوم على أنفسكم في كل مناحي الحياة وأجزم أنكم ستوفرون المال والصحة في وقت واحد وقد آن الأوان أن نعتمد على أنفسنا بدلا من الاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة فلو تنازلت كل سيدة عن قناعاتها في منزلها ستكون ربة بيت من الطراز الأول، ولو التفت الرجال إلى بيوتهم ومساعدة أهلهم بقدر المستطاع فيما يحتاجونه من مشاوير مدرسية أو غيرها لاستغنينا عن ملايين السائقين والخادمات ووفرنا «المليارات» بدلا من تحويلها إلى بلادهم. والله المستعان.
متى يأتي اليوم الذي نتخلص فيه من الخدم؟
عبدالله بن سعد الشويعر - الرياض