** غياب المعلومة الحقيقية والإحصائيات الدقيقة يشكل أكبر عقبة في طريق الباحث عنها في أروقة الجهات الحكومية التي لا تخرج في هذه الحالة عن أمرين إما أن هذه الجهة تُعدُّ أن كل معلومة لديها هي سرية وليس لأحد الحق في الاطلاع عليها - وهي بذلك تحولها إلى ملكية خاصة- تحرم الجهات الأخرى من الاستفادة منها بما فيه الصالح العام، وإما أن تكون معلوماتها غير حقيقية وتخشى أن تخرج للعلن فيترتب على ذلك الكشف عن وجه آخر مشوه.
** نحن اليوم أسرى لما تريد الجهة إعلانه فقط، وهي بالطبع لا تعلن سوى ما تراه يجمل وجهها، ويبيض وجه مسئوليها، حتى وإن كانت تلك المعلومات لا تمثل شيئًا أمام ما يمكن أن تكشفه المعلومات الكاملة والصحيحة.
** في ورش عمل دراسات منتدى الرياض الاقتصادي التي عقدت بالمناطق تم التعرف على كثير من الجوانب المغيبة في إحصائيات بعض الجهات وبجوانب خدمية ذات علاقة بالبنى التحتية، وهو ما يعني أن الجهة البحثية قد لا يتوفر لها حصيلة جيدة من المعلومات التي يمكن أن تنطلق منها، بسبب قلة التجاوب من بعض الجهات.
** نحن اليوم بلد يعيش تنمية كبرى، أقل ما تستحقه هذه التنمية إيجاد مركز دراسات إستراتيجي على مستوى عالٍ من المهنية والصلاحيات التي تخوله بالاطلاع على كل المعلومات التي تعينه في تحديد مسارات التنمية بكافة أشكالها، ويوفر لمتخذ القرار بكل شفافية معلومات وحقائق تسهم في اتخاذ القرارات الصائبة والمرتكزة على بعد إستراتيجي وطني.
** يجب أن نعرف أنه لا يمكن لجهة ما، أن تعترف بقصورها مطلقًا «فكل فتاة بأبيها معجبة»، وبالتالي نحن بحاجة ماسة إلى تأسيس مركز محايد يشخص واقع كل جهة وفق منهج علمي دقيق بعيد عن الضبابية أو الانحياز، ويعطي المعلومة الحقيقية التي تسهم في تقويم وتقييم المعطيات، ويصوب لما يمكن أن يساعد باستشراف مستقبل أكثر شفافية وأعمق تنمويًا.