لكلِّ زمن متطلّباته، وتلك حقيقة بدهية... لا تخفى,
وتحديداً عن المخطّطين للمناهج الدراسية...
ولعلّ مما يحتاج إلى معرفته الدارسون وفق زمنهم الرّاهن.., هو كلّ ما يمثل المعلومات الضرورة التي تشكِّل ثقافتهم بكل ما يمكن أن يعترضهم في حياتهم لحظة بلحظة..,... ولابد أن تتكوّن لديهم حصيلة معرفية عنه، تقيهم وتمكِّنهم من الحماية من أضرار تنجم ، والاستفادة من نقيضها...
فالثقافة الغذائية، من الضرورات، وثقافة معرفة أجسامهم، وكيف تعمل أعضاؤها، وما الأساليب الصحية الأساس التي يتطلّب معرفتهم بها، لواجب حمايتها، وتلك الأمراض الناجمة عن الإسراف في أنماط من الغذاء, أو المواد المصنع بها كل ما يزدردونه في جوفهم، مما يُشرب, وما يُؤكل..., والأدوية المبدئية التي يتناولونها بدون وصفات طبية... كل هذا من الضرورة أن يتعلّموه.., ويتعرّفوه.., ويعوه... تلك ضرورات العصر وثقافة التعامل مع مفرزاته..
هذه المعلومات مهمة لثقافة معرفية.., لا تقل أهمية عنها، معرفتهم بأدوات النظافة الخاصة، والتنظيف العامة, ومركّباتها, وطريقة الوقاية من سوء استخدامها..
كذلك من متطلّبات زمنهم أن تكون لديهم حصيلة بمعرفة شاملة بأنواع الخامات التي يلبسونها، والعربات التي يستقلّونها، وما تحتاجه سلامة البيئة التي يعيشون فيها، وما يضرّهم من الحذاء للقبعة، ومن أرضية المنزل لتراب الشارع، ومن أصابع أيديهم، وما تتناوله إلى لقمة أو شربة تنسرب لبطونهم...
لا يكفي أن تكون المدارس لتقديم الخبرات المعرفية عن حقائق العلوم المختلفة ومفاهيمها ونحوهما، بل يتطلّب الواقع أن يكون هناك مقرر، أو أكثر, للمعارف الحياتية العامة التي تتنامى الحاجة للثقافة في شأنها, بقدر ما تفرزه حياتهم اليومية، مما يتعايشون معه، بشكل فارض.