تسرَّبَ الغازُ من أحد مصانع الشرقية، متسبباً في إصابة أكثر من عشرة أشخاص، وإصابة الأهالي بالفزع. ومثل هذه الحوادث يجب ألاّ تمرّ مرور الكرام، كغيرها من الحوادث. يجب أن يكون جرساً لغيرها من المصانع والمراكز المتخصصة، والتي يتم فيها تصنيع المواد الغازية أو الكيمائية أو النووية. فإذا ستر الله في حالة مصنع الشرقية، فإننا يجب أن نكثف إجراءات مراقبة تسرُّب الغاز والمواد الكيمائية الأخرى، وأن نضع لهذه الإجراءات ضوابط صارمة، يشارك فيها كل القطاعات ذات العلاقة بالمحافظة على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين. بمعنى أنه لا يكفي أن يقوم المصنع أو المستشفى بالمراقبة. يجب أن تكون هناك أكثر من جهة أمنية وصحية وبيئية، لتراقب مراقبي هذا المصنع أو هذا المستشفى.
إنّ تسرُّبات الغازات والمواد الكيمائية تشكِّل أكبر خطر مهدّد للعاملين في المنشأة الصناعية أو للأهالي الذين يقطنون حول المنشأة، وربما كل أولئك الذين يسكنون في المدينة. وليس هناك من طريقة لضبط هذه التسرُّبات، سوى الإجراءات الحازمة، التي ستحمي بإذن الله هؤلاء العاملين وهؤلاء السكان. ولنا في قصة مصنع المدينة الصناعية الأولى بالمنطقة الشرقية عبرة. فهذا الغاز تسبب في تهيّج الأجهزة التنفسية للعشرات، وكان عليهم الدخول للمستشفيات، هذا بالإضافة لتعليق الدراسة في مدارس المنطقة، خوفاً من انتشار الخطر. كل هذا بسبب إهمال موظفي المصنع.