نعم ثمة فرق بين المدير العربي والمدير الأمريكي وهذا لاحظته بعد أن سكنت العام الماضي في فندق ماريوت في مدينة أورلاندو لمدة (11) شهراً كان مدير الفندق يعمل على مدى ثمان ساعات متواصلة من الساعة (9) صباحا إلى الساعة (5) عصراً وبشكل يومي وبالإضافة إلى مهامه الإدارية كنت أشاهده يقلم الأشجار وينظف بركة السباحة وحتى رأيته مرات يدفع عربة الزبالة في الساحة الخلفية ويمسح زجاج النوافذ رغم أن هذه الأعمال ليست من اختصاصه ولكن يفعل ذلك وأحيانا تجده في الاستقبال يسجل ويأمن غرفاً للضيوف ونادراً ما تجده في المكتب المخصص له أبدا تجده في حركة متواصلة متنقلا بين الأدوار يحي الضيوف مبتسماً ويسلم (هاي هاي) ويشد من أزر العاملين والعاملات ويشجعهم كل ذلك لأنه يحرص على تحقيق النجاح الكامل ويأمن سمعة حسنة للفندق لجلب الزبائن ويحقق دخلا جيدا وكذلك يفعل كل المديرين في الولايات المتحدة الأمريكية من أقصاها إلى أقصاها وفي كافة المجالات والتخصصات ولهذا السبب أمريكا متطورة ومتقدمة ومنظمة جداً وعلى النقيض في عالمنا العربي ولنقل في السعودية مثلاً المدير يحضر متأخراً ما بعد الساعة الـ(10) صباحا يأتي متثاقلاً عابساً غضبان أسفا ما يسلم ولا يحيي أحد.. يهرع له (الفرّاش) ليحمل له الحقيبة ويطوي له البشت ويحضر له القهوة وبعد ما يتقهوى ويريح يتصفح الجرائد ثم يطلب كأس الشاي مع الماء المثلج ثم يستعد لأداء صلاة الظهر بعد ذلك يأخذ بعضه وعلى سيارته الفارهة بعد أن يقربها السائق لحد باب مكتب حضرته ويستقلها وعلى بيته أو لنقل فلته دغري على طول من غير إبطاء يعني كل الساعات التي حضر فيها لإدارته لا تتعدى (4) ساعات فقط لا غير وقع خلالها على كم معاملة وخلى الباقي لغداة الغد ليكمله وكذلك على شاكلة هذا المدير يفعل المديرون العرب ما قول كلهم بالطبع هناك استثناءات لبعض المديرين عندنا ممن درس في أمريكا كـ(علي داوود) مدير أو رئيس نادي الوحدة الذي رأيناه جميعاً في صورة نشرت له في الصحف وفي المنتديات وظهر فيها على التلفاز وهو جالس على العشب مع لاعبي فريقه بكل تواضع ويتحدث ويتناقش معهم كما أنني رأيته بعد الاجتماع الأول للإدارة وفي حفل العشاء المعد في مقر النادي حيث جلست على يمينه وأشار إلى شاب من فريق سباحة الوحدة لا يتجاوز الـ(15) من عمره أن يجلس على يساره وأخذ (علي داوود) يباشر عليه من المائدة ويقطع له اللحم كما أنه قدم له صحن الحى الخاص به وقال له ممازحاً هذا مغذي ومفيد لك وأنت صغير وفي مقتبل العمر ونود أن نراك قويا تفيد فريق الوحدة مستقبلا لذا أتوقع نجاحا كبيرا للنادي المكي فمديره يعمل بنفس عقلية مستر (مارك) مدير فندق ماريوت في أورلاندو.. وبحب وإخلاص لعمله وبعقلية مهنية وعملية ونأمل أن يأتي يوم نرى كل المديرين هنا يعملون بنفس حماس (الداوود) ومدير فندق ماريوت في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا بالقرب من جامعة (اليوسي أف) شارع الجامعة مع تقاطع الافايا روحوا وشوفوا هذا المدير على الطبيعة بيعمل اييه وحتى مرة وحدة زوروا مدينة أورلاندو جميلة قد أييه(!).
fhad60601@hotmail.com