حدثان مهمان من أجل الطفل وثقافته وحمايته شهدتهما العاصمة الرياض الحدث الأول هو اجتماع سمو وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للطفولة بأعضاء اللجنة، وحضر الاجتماع ستة وكلاء وزارات، وبحث معهم سمو الوزير التحديات التي تواجه الطفل بالمملكة
ومنها التحديات في المجالات التربوية والصحية والإعلامية والاجتماعية والبيئية والعناية بالفئات الخاصة، والحقيقة أن هناك توجها حقيقيا يقوده الدكتور بندر السويلم أمين عام اللجنة الوطنية للطفولة لأن تقوم اللجنة بدورها المنتظر منها، يتضح ذلك من خلال إطلاق اللجنة حزمة من المبادرات الوطنية لخدمة الطفولة وقضاياها، منها «مبادرة حماية»، التي تهدف لتدريب عدد من المعلمين والمعلمات للكشف عن حالات الإساءة والإهمال التي قدر يتعرض لها الأطفال. وأن تكون لجنة الطفولة مرجعية وبيت خبرة في مجال رعاية ومناصرة الطفل، وهذا ما يعول عليه ولكنه يحتاج لكثير من الجهد والعمل والتواصل مع الوزارات المعنية، فاللجنة الآن تعيد بناء وهيكلة نفسها وهذا ما يجعلنا نستبشر بأداء مؤسسي جديد للجنة الطفولة يجاوز بها مرحلة التعثر الذي عانته منه في مراحل سابقة، ومن اطلع على مهام ودور اللجنة سيجد أنها تفوق إمكنياتها ومواردها الحالية، مما يعني أن تلقى اللجنة المزيد من الدعم والاهتمام من قبل سمو الوزير التربية أمر في غاية الأهمية لأداء رسالتها، لأني أعتقد أن اللجنة ستعمل في نهاية الأمر لوحدها فبعض الوزارات والتي أرسلت مندوبيها لهذا الاجتماع ربما يكون مغادرة مندوبها للاجتماع آخر عهدها به! ولذلك فإن لقاء دورياً لكل المشاركين يقدمون فيه ما تم إنجازه من أعمال من أجل الطفل هو أمر في غاية الأهمية لنجاح أعمال اللجنة !
الحدث الثاني هو افتتاح معالي وزير الثقافة والإعلام لملتقى الطفل الدولي الأول في مركز الملك فهد الثقافي والذي أعلن فيه عن عدد من الجوائز والمشاريع منها مشروع المثقف الصغير وجائزة كتاب الطفل. والملتقى افتتح بأوبريت غنائي أخرجه صالح العلياني وجسد لحمة أطفال المملكة وتطلعاتهم وحبهم لهذا الوطن موجها الطفل إلى القراءة والثقافة! واشتمل الملتقى معرضاً خاصاً بالطفل ومحاضرات وندوات وورش العمل والمسرحيات والاستعراضات ومكتبة القراءة، وهذا الملتقى الأول جابهته الكثير من العقبات كما قالت المشرفة عليه الدكتورة وفاء الطجل ومديره التنفيذي الأستاذ خالد القاعي، وهذا من طبيعة الملتقيات والمهرجانات الموسعة والمليئة بالطموحات، والآن تحقق حلم القائمين على الملتقى في دورته الأولى وبالتأكيد أنهم في الدورة القادمة ستكون قاعدة البيانات متوفرة مما يسهل عملهم وسيتم تلافي السلبيات التي واجهتهم، وتعزيز الإيجابيات ومن أهم الإيجابيات أن هذه الملتقيات والمهرجانات تسلط أضواءها الكاشفة على مناطق تم نسيانها في مسؤلياتنا تجاه الطفل. وبهذا الملتقى تضيف وزارة الثقافة والإعلام برنامجا حيويا على خارطة جهودها فيما يتعلق بالطفل وإن كان ينتظر منها الكثير في سبيل رعاية ما يتعلق بالطفل من كتاب ومجلة ودراما ومسرح وسينما وغير ذلك ونقول ينتظر منها الكثير لأنها وزارة (الثقافة) والإعلام.
alhoshanei@hotmail.com