سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة أستاذنا خالد بن حمد المالك المحترم...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
تطالعنا صحيفة الجزيرة بين الحين والآخر إسهامات فكرية واجتماعية وإنسانية عن واقع فئة عزيزة علينا جميعاً كمجتمع متماسك يعطف بضعه على الآخر وفق منظومة اجتماعية فاعلة، توجهها أنظمة وتعليمات سنتها الدولة -رعاها الله- وبذلت في سبيل هذه الفئة الغالية من ذوي الاحتياجات الخاصة الغالي والنفيس. عقدت المؤتمرات والفعاليات وتم كذلك زيارة كثير من المراكز في مختلف البقاع العالمية، والأخذ بكل جديد في علم الإعاقة والتفاعل الإنساني نحوهم وإسعادهم، ورعايتهم وتأهيلهم التأهيل السليم. إلا أن شريحة من هؤلاء المعاقين في كثير من المراكز بالمدن والمحافظات تلقى تهميشاً في بعضها وعزلة وقصوراً في خدمات الرعاية اليومية ومتابعة الإيواء والخدمات والنظافة والتغذية والعلاج والمتابعة خصوصاً إدارات التأهيل الشامل ببعض المدن والمحافظات التي يفتقر بعضها إلى المتابعة الدائمة بل والزيارات اليومية المفاجئة والزيارات اليومية من دون سابق إنذار ليتم رؤية الخلل الحاصل ببعض هذه المراكز الإيوائية خصوصاً التي سلمت بعض خدمات هذه المراكز لشركات ومؤسسات تشغيلية معينة، ودفعت الحكومة مبالغ طائلة لأجل هذه الفئة الغالية علينا، لكن المشاهد من واقع الزيارات من الأهل والأقارب في بعض تلك المراكز أن هناك قصوراً فعلياً ولا يصل للمعاق إلا النزر اليسير من الخدمة، والشروط التي فرضت على المؤسسة وباشرت عملها ولكن كل شركة تكون أقل خدمة للمعاق من التي قبلها من التقصير والأهمال. ونلخص ذلك حسب الآتي:
- الدولة خطت خطوات فعالة بإصدار الأنظمة واللوائح المنظمة لهذه الفئة العزيزة علينا، وضعت الأنظمة ودعمتها بالأموال والمباني الحديثة والأجهزة. وصار المركز يشمل الإيواء والترفيه والعلاج والأجهزة المساعدة ووسائل التدليك والتمارين والمتابعة. والمواطن بدوره يطالب بالجودة وتوفير ما يحتاجه.
- المعاق بالمقابل بعضهم لا ينطق ولا يحس بما يدور نحوه، أي أن إعاقته شديدة ويحتاج إلى مزيد من الرعاية والحقوق، لكن لا يطلبها، (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما تنصرون بضعفائكم). والشركات والمؤسسات التي أوكل لها توفير تلك الحقوق وتطبيق العقود نجد هناك تساهلاً وعدم متابعة، والمعاق مهمش متروك.
- تتحسن الخدمة فقط أثناء زيارة مسؤول من المرجع فيتم التنظيف والتعطير والمطهرات وجودة التغذية والملابس والأحذية ويصبح كل شيء تماماً، وما أن يسافر هذا المسؤول أو ذلك إلا وتعود الأمور إلى السوء والتهميش وأقول يا ليت هذا المسؤول وهذه المسؤولة يعودان بعد ساعة أو ساعتين للإيواء وملابس النزلاء وطريقة التعامل من ليريا العجب العجاب من هضم حقوق هذه الفئة العزيزة علينا وعلى الجميع. لأن المتابعة ناقصة ببعض المراكز في المحافظات.
- الوزارة المعنية تتابع وتصدر التعميم تلو التعميم وإدارات المراكز والمشرفين والمشرفات يبذلون الجهد والوقت لكن يكتبون التقرير تلو الآخر عن واقع الحال وتكون النتيجة من المؤسسة والشركات المماطلة وعدم الالتزام بالشروط بل وتؤخر رواتبهم إلى ثلاثة أشهر خاصة من يعملون على ملاك تلك الشركات من السعوديين وغيرهم، بل تحاول تقليل عددهم ومضايقتهم والتدقيق عليهم بكل صغيرة وكبيرة حتى ينفروا من العمل في تلك المراكز. كما يستحسن وجود لجنة تطوعية بكل مدينة ومحافظة بها مركز للتأهيل الشامل بأن تشكل اللجنة الدائمة من كل مدينة ومحافظة للزيارات المفاجئة للاطلاع على وضع المركز ولو كل شهر مرة واحدة، وبذلك نكون قد قدمنا لهذه الفئة حقوقهم.
عبد المحسن بن عبد الله الطريقي