يسعى صاحب السمو الملكي الأمير نواف ين فيصل منذ توليه قيادة دفة الاتحاد السعودي لكرة القدم لإحداث التطور الذي يترقي لطموح سموه ويحقق الآمال التي يتطلع إليها الجميع، ولكن للأسف أن مجهودات سموه تقابل بعراقيل بعضها من داخل الاتحاد وكثير منها من أولئك الذي وصفهم سموه بشركاء النجاح في إشارة راقية من سموه على احترامه وتقديره للإعلام ورجاله.
كيف تغيرت نظرة سمو الأمير نواف في الإعلام وأصبح يصف بعضه بالمرتزق، ويصف فئة أخرى بالسخيفة..!!؟
أجزم أن الأمير نواف بن فيصل لم يكن ليطرح تلك الآراء إلا بعد أن فاض به الكيل.. وأصبح يرى ما لا يطاق ولا يحتمل من طرح إعلامي مستفز وهابط في أسلوبه وفكره وغايته.
فسموه يعمل بإخلاص واجتهاد ويحظى بدعم ومساندة من أعلى قمة في الوطن وهو خادم الحرمين الشريفين حفظه ورعاه، كما يعضده في ذلك كل المخلصين في اتحاد الكرة وفي والوسط الرياضي من أندية وإعلام وجماهير. ولكن للأسف هناك تيارات مضادة تحاول عرقلة مسيرة التطوير سواء بطروحات جاهلة أو متعصبة أو مرتزقة من قنوات مشبوهة تدفع لمن يهاجم رياضة الوطن.
ليس الأمير نواف وحده الذي يشعر بالمرارة جراء ذلك الطرح الإعلامي الهابط المحبط بل كل الواعين والمستنيرين المرتقين بعلمهم فوق الجهل والمترفعين بممارستهم الإعلامية فوق التعصب والمتسامين بنزاهتهم وضمائرهم فوق الارتزاق بالكلمة.
ليس المطلوب التطبيل الإعلامي وكيل المديح السامج والأعمى لسمو الأمير نواف فسموه أول من يرفض ذلك، ولكن المطلوب هو النقد الواعي والطرح الإعلامي المستنير والمسئول، والخروج من دائرة التعصب الضيقة، والارتقاء بالذمة والضمير فوق شبهات الارتزاق بالكلمة مقابل قبض حفنة من المال.
وسمو الأمير نواف هو أول من يشجع النقد الهادف والبناء حتى لو مس عمله المباشر وقد أعلن ذلك في أكثر من مناسبة، ولكن بشرط أن يكون النقد واعيا ومحققا في مقاصده المصلحة العليا. وهذا النوع من النقد موجود في إعلامنا وهو الصفة الغالبة ولكن للأسف أن ضوضاء وضجيج الجهلة والمتعصبين يفوق صوت العقل ويخفيه فتصبح الساحة الإعلامية كما لو كانت مفرغة من العقل.
ولا أنسى في هذا المقام أن أشير إلى أن بعض لجان اتحاد الكرة تخذل سمو الأمير نواف وتحرجه أمام الرأي العام الرياضي مثلما حدث من اللجنة القانونية في أكثر من مناسبة أو من اللجنة التي وضعت لائحة الانضباط الأخيرة. ولكن ما يحسب لهذه اللجان أنها تجتهد. وإذا كانت لم توفق فإن من الواجب إعادة النظر فيها وفي تشكيلها. فالتجارب أثبتت أنها لم يعد لديها ما يمكن أن تقدمه في المجال الرياضي وأن الزمن يمضي والحاجة للتطوير لا تحتمل مزيد من تضييع الوقت في اجتهادات غير موفقة دائما.