الانقطاع الذي طرأ على خدمة البلاك بيري، جعل البعض يعيد تفكيره في نمط تعامله أو تعاملها مع هذه الخدمة، خاصة أن أولئك الناس أصبحوا كالمدمنين، لا هم لهم سوى الانكباب على هذه الشاشة، من دقائق الصباح الأولى وحتى دقائق ما قبل النوم! وحينما تتم مراجعة المواد التي بسببها انقطع المستخدم أو المستخدمة عمن حولهما من الناس، سنجد أن معظمها مواد مكررة وسطحية، ولا تستحق أن يضحيا من أجلها بكل هذا الوقت.
إن التعامل مع الأجهزة الإلكترونية المستحدثة يحتاج إلى ثقافة. فأولاً وقبل كل شيء، هل نحتاج إلى هذا الجهاز؟! وإذا كنا نحتاجه، كيف نستخدمه وكم نقضي من الوقت في استخدامه، ومتى يكون هذا الوقت؟! ولأننا نفتقر إلى هذه الثقافة، فإننا نفعل عكس ذلك. نشتري الجهاز الذي لا نحتاجه، ونستخدمه في كل وقت، ونفرط في استخدامه، ونخسر بذلك علاقاتنا مع الآخرين وندخل في سلبيات صحية وفكرية وعاطفية.
من هنا، فإنني أقول بأن مثل الانقطاعات في الخدمات الإلكترونية، قد تجعل الواحد منا، يعيد حساباته وينتبه للخسائر التي تكبدها، فيصحح بعد ذلك مساراته ويعود إلى حياة أكثر تواصلاً وأقل اعتماداً على أجهزة قد تنقطع في أية لحظة.