بانتظار تحرير فلسطين جميعاً من أسرها الذي دام أكثر من نصف قرن. تمت أمس أكبر عملية تحرير لأسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح العريف الإسرائيلي بلعاد شاليط.
477 فلسطينياً تنسموا نسيم الحرية الجزئية باعتبار أن بلادهم والأرض التي أُطلقوا سراحهم عليها لا تزال تعاني الحصار وشبه الاحتلال الذي يخيم على أطرافها، ويستوطن أجزاء أخرى من الوطن.
هؤلاء الأسرى الذين قضى الكثير منهم سنين طويلة من الاعتقال والسجن التعسفي يجسدون مأساة شعب بكامله؛ فهؤلاء الأسرى المطلق سراحهم يمثلون نسبة بسيطة من أسرى آخرين لا يزالون فاقدي الحرية وخلف جدران المعتقلات، يعانون الحرمان وفقدان الأمل، مثل شعبهم وأهاليهم الذين تحاصرهم قوات الاحتلال، سواء في قطاع غزة أو حتى في الضفة الغربية.
وضع مأساوي، لا يعانيه شعب آخر؛ فالفلسطينيون هم الشعب الوحيد على هذه البسيطة الذين يعانون إهمال الأسرة الدولية التي تتابع ما يجري لهم دون أن تحرك ساكناً.
الأسرى الذين أُطلق سراحهم وإن تمتعوا بحرية جزئية إلا أنهم سيعانون العيش في سجن كبير آخر يضم الفلسطينيين جميعاً، وسواء كانوا مقيمين في قطاع غزة أو الضفة الغربية فهم تحت الهيمنة الإسرائيلية؛ إذ إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر قطاع غزة وتمنع تواصل أهله مع أشقائهم في الضفة الغربية، ولا تسمح سوى بوصول النزر البسيط من الاحتياجات الضرورية إلى القطاع.
أما المقيمون في الضفة الغربية، الذين يعتبرون أنفسهم يعيشون في مناطق محررة في فلسطين، فهم أيضاً تحت الهيمنة الإسرائيلية التي تحاصرهم، فلا أحد يخرج من المناطق المحررة إلا بإذن من إسرائيل، ولا يدخل إلا بتأشيرة.
إنه سجن كبير، ينتظر معتقلوه من الشعب الفلسطيني تحريرهم من الأَسْر الذي فرضه الإسرائيليون وسط إهمال ومشاهَدَة من المجتمع الدولي بأسره.