لنبدأ في تعريف البروتوكول بصورة عامة: «هو مجموعة من الضوابط والأطر التي تحدد كيفية القيام بنشاط ما». وتعني كلمة البروتوكول في المصطلح الدارج، التقليد أو القاعدة، كما تعني كلمة (الاتيكيت) الذوق ومراعاة شعور الآخرين. وقد نشأ المصطلح بشكل عام، في إطار عملية وضع قواعد السلوك الضروري عند المجتمعات المتحضرة، أو عند الطبقة الراقية في هذه المجتمعات. ثم تطور استخدام المصطلح ليشير إلى مجموعة القواعد، التي تضبط سلوك مجموعات من العاملين الذين يكون للمجاملة والذوق المتبادل دور مهم في عملهم. وهكذا ووفق هذا المعيار والمعنى أصبحت قواعد البروتوكول مألوفة ومتطورة في العلاقات بين الرؤساء والملوك وبين مبعوثيهم الدبلوماسيين والخاصين، وكذلك بين بقية أفراد المجتمع بطبقاته.
وإذا كانت قواعد البروتوكول قد أصبحت في معظمها قواعد عالمية، فإن جزءًا مهمًا منها لايزال، وسيظل كذلك، يحمل الطابع المحلي الخاص بكل دولة، وبكل مجتمع من المجتمعات، ما يعني أن قواعد البروتوكول العامة تسمح ببعض الخصوصيات، ووفق تقاليد هذه المجتمعات وتطورها، بما لا يخل بهذه القواعد العامة.
وفي ليلة من ليالي رمضان المباركة، دعانا الأستاذ عبدالمحسن الحكير إلى سحور مبارك في منزله العامر وبحضور نخبة من رجال السلك الدبلوماسي والإعلامي والثقافي والتجاري والرياضي، وقد طرح الأستاذ الحكير موضوعًا يتساءل فيه: «أين المواطن السعودي من البروتوكول في علاقاته وتعاملاته مع الآخرين؟».
وأكمل الحكير تساؤلاته: مثلا هل يعرف المواطن ماذا يرتدي في المناسبات الفرحية أو المحزنة، بل كيف يتعامل مع من هو أكبر أو أصغر منه في السن والمكانة الاجتماعية؟ وكيف يستقبل ضيوفه وما هو الأسلوب الصحيح للمائدة السعودية وتنسيقها؟ وأسئلة كثيرة تتعلق بمدى أهمية البروتوكول في حياتنا، واقترح الأستاذ الحكير بل عرض استعداده لتمويل ودعم أي كتاب أو مشروع يثقف ويعلم المواطن السعودي معرفة قواعد وأصول البروتوكول أو الاتيكيت.
وتفاعل الحضور مع هذا الطرح الجيد، وأيدوا ما طرحه. ولأن المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية تربطه عادات وتقاليد أعراف أصبحت على مر الزمن معروفة عن ظهر قلب كما يقال وتنفذ بأسلوب أخلاقي، فمثلاً جرت العادة أن يتبادل جميع أفراد المجتمع التهاني والتبريكات، بالأعياد والمناسبات الدينية، وكذلك في المناسبات المهمة كالزواج وغيره، وكذلك تبادل رسائل وبرقيات واتصالات التعازي، في وفاة أحد المقربين لهم، وتدخل في باب المجاملات بين الأصدقاء والأهل الهدايا والتهاني، في المناسبات المختلفة.
وقد اختار الحاضرون بروتوكول مراسم الحفلات في المنازل والتي هي:
- عدم دعوة أشخاص بينهم خلافات أو تنافر.
- عدم التكلف في ارتداء الملابس الباهظة الثمن، تجنبًا لإحراج المدعوين.
- تفادي المناقشات الحادة (السياسية أو الرياضية) أو الانفعال مع أحد أفراد الأسرة أمام المدعوين.
- أن يكون مستوى المدعوين متقاربًا، وأن يحاول الداعي إضفاء البهجة على الجلسة.
- الحضور قبل الموعد ببضع دقائق.
- لا يغادر الداعي أو الضيف المائدة، إلا بعد انتهاء جميع الضيوف من الطعام.
والسؤال: هل نحن بالفعل بحاجة إلى بروتوكول ينظم حياتنا وعلاقتنا مع بعضنا البعض؟
- الرياض
farlimit@farlimit.com