|
سرت (ليبيا) - وكالات
حاصرت قوات المجلس الانتقالي الليبي مَنْ تبقى من مقاتلي القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في قطاع صغير من مدينة سرت (مسقط رأس الزعيم الهارب) بعد معارك شرسة شهدت سقوط الكثير من القتلى والجرحى، حسبما ذكر أحد القادة الميدانيين لقوات المجلس. وشنَّ المقاتلون المناهضون للقذافي هجوماً جديداً أمس الأربعاء ضد آخر ما تبقى من هذه المواقع؛ حيث يتحصن مقاتلو القذافي في جزء صغير من مسقط رأسه في سرت. ويتركز القتال في الشوارع الخارجية من الحي رقم2 في سرت، ويتبادل الجانبان النيران الكثيفة والقصف بمدافع الهاون. وقال علي الركابي، أحد القادة الميدانيين للمجلس الوطني الانتقالي إن المعارك متواصلة في (أربعة أو خمسة شوارع بالحي).
ولم تتوافر بعد حصيلة عن ضحايا أمس، في حين أعلنت مصادر طبية أن 11 من مقاتلي المجلس قُتلوا وأُصيب 95 أمس الأول الثلاثاء. وقال عصام بغار، القائد الميداني لكتيبة الزنتان، لفرانس برس «تم تحرير حي الدولار الليلة الماضية، والقتال الآن يدور في الحي رقم2 في منطقة مساحتها أقل من كيلومتر مربع». وتابع «قبضنا على العديد من القناصة خلال اليومين الماضيين، كان بينهم اثنان من النساء». وقال أحد المقاتلين - عرّف عن نفسه باسم (وليد) - إن قوات المجلس سيطرت على مخزن سلاح تابع لمقاتلي القذافي. مضيفاً بأن ذلك سيقطع إمداداتهم من السلاح والذخيرة.
وقد دفع مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أمس الأربعاء بأغرب سلاح لهم على الإطلاق حتى الآن، وهو عبارة عن عملاق غريب الهيئة من الخرسانة والصلب، يبدو مزيجاً من جرافة وسفينة حربية. وهذا الوحش الضخم له مقدمة مدببة كسفينة حربية، وعلى جانبيه فتحات عليها أغطية من الصلب يمكن تحريكها. ويتشح الوحش برداء من الخرسانة بين ألواح من الصلب مطلي بألوان العلم الليبي الجديد، وهي الأحمر والأخضر والأسود. ومكتوب على المقدمة المدببة عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). واستخدمت أساساً لهذا السلاح الغريب جرافة ذات جنازير، وصنع في ورش تابعة للمعارضين في مدينة مصراتة قبل سقوط طرابلس، وهو مصمم لاقتحام حواجز الطرق والمتاريس. وكان من المفترض أن يُستخدم أول مرة في معركة طرابلس، لكن بعد أن سقطت العاصمة سريعاً في أيدي مقاتلي المعارضة ظل خارج الخدمة إلى أن ظهر أمس في ساحة معركة سرت. والمركبة مسلحة بخمسة مدافع رشاشة ثقيلة يعمل على تشغيلها أربعة أفراد، فضلاً عن مدفع دبابة في أعلاها، وفي الداخل توجد بنادق كلاشينكوف عدة وقاذفات صاروخية بجوار زجاجات مياه وموز. وهناك أيضاً خوذة مملوءة بالقنابل اليدوية للاستخدام عند الضرورة.