|
نظراً لأهمية أمراض الكبد والجهاز الهضمي وكثير من الأسئلة والاستفسارات التي تصلنا من المرضى، فسوف أقوم اليوم بتوضيح آخر لتأكيد المعلومة الصحيحة لدى الجميع.
السؤال المهم والذي يسأله الكثيرون.. لو أن أحد العروسين وجد أن عنده فيروس «ب» فما الحل؟ وهل تستمر الخطوبة أم لا؟
هذا الاستفسار يتردد كثيراً ويسبب مشاكل كثيرة وبالأخص عند أهل العروسين، ولذلك لا بد أن نعلم أنه ليس هناك إنسان معصوم من المرض، وقد يتوقع البعض أن هذا المرض خطير وينتقل للطرف الآخر، فأذكر لكم حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «لاعدوى ولا طيرة»، وهذا بغرض أن لا نخاف من العدوى مع الأخذ بالأسباب، لكن لا نعتزل الناس والأهل، كما أنه ثبت بالدليل العلمي والأبحاث أن الفيروس (ج) لا ينتقل عن طريق العلاقة الزوجية أو بين أفراد العائلة وهو ينتقل فقط عن طريق الدم والأدوات الجراحية والآلات الحادة الملوثة بالدم.
أما فيروس»ب» وهو الذي ينتقل عن طريق الدم وجميع سوائل الجسم الأخرى، ولذلك فهو يمكن أن ينتقل بين أفراد الأسرة بسهولة، ولكن يمكن الحماية التامة منه عن طريق تطعيم الزوج أو الزوجة قبل الزواج بحوالي 6 شهور وكذلك تطعيم جميع المخالطين في المنزل، كما يجب تحديد نسبة الفيروس في الدم قبل وأثناء الحمل لإعطاء العلاج في الوقت المناسب لمنع انتقاله للجنين أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة، كما يجب تطعيم المولود فوراً وإعطاؤه المصل الخاص بالفيروس حيث إن الأصابة الأهم هي أثناء وبعد الولادة، كما أن الأدوية الحديثة أصبحت فاعلة بنسبة تصل إلى أكثر من 95% للقضاء على الفيروس في الدم (رغم استمراره داخل الكبد) وبالتالي التحكم في المرض بشكل كامل.
إذا.. لا يوجد خطورة على المصاب نفسه فلماذا كل هذا الخوف لدى الجميع، وكذلك في الفيروس الكبدي «ج».. فعلاجه يزداد فاعلية عاماً بعد عام والحمد لله، ولنقارن مرض الفيروسات بمرض السكر أو الضغط وغيرها ونعلم أن هذه الأمراض تسبب مشاكل القلب والشرايين وأنها هي السبب الأهم والأكثر للوفيات عامة.
السؤال الثاني أو الأستفسار الثاني وهو أعراض الجهاز الهضمي العلوي وجرثومة المعدة والقولون العصبي فمثلاً الذين يعانون من الحرقة والارتجاع في المريء يظنون أن ذلك من أعراض الجرثومة، ولكن هذه الأعراض ليس لها علاقة إطلاقاً بالجرثومة وإنما هي ضعف وارتخاء في صمام أسفل المريء مما يتسبب في ارتداد الحمض وغيره من العصارة الهضمية إلى المريء وهو لا يتحمل التعرض لها أكثر من الطبيعي، وكذلك الغثيان والقيء ليس لها علاقة بالجرثومة ما لم يكن هناك ضيق ناتج عن قرحة وتليف أو أورام بهذا المكان ناتج من الأصابة بالجرثومة على المدى الطويل، ولكنها قد تكون لأسباب عصبية أو التهاب بالمرارة أو الزائدة أو الكليتين وغيرها.
الاستفسار الأخير اليوم هو دائماً عن الخلط بين أعراض الجهاز الهضمي الناتج عن القولون العصبي وجرثومة المعدة والتي تسبب مشاكل بالجهاز الهضمي العلوي مثل الانتفاخ وآلام أعلى البطن، وبعض حالات الإمساك وسرعة الإخراج بعد الطعام وغيرها وهنا يجب أن نعلم أن أعراض القولون العصبي لا تظهر فجأة وبالأخص في الكبار (بعد 30 سنة)، وهي آلام غالباً في النصف السفلي من البطن تختفي بعد الإخراج وتستمر على الأقل 3شهور في آخر 6 شهور وهي إما مصحوبة بإمساك أو إسهال أو بهما معاً ولا تظهر الأعراض أثناء النوم وغير مصحوبة بفقر دم بالبراز أو قيء أو نقص في الوزن. وهذه الأعراض الأخيرة هي التي تحتاج إلى فحوص للبراز والدم وعمل منظار قولوني للبحث عن زوائد أو أورام.. عافانا الله وإياكم من هذه الأمراض.
د. غادة الدسوقي - وحدة الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي