لا تكاد تخلو مقابلة مع فنان أو فنانة تشكيلية من سؤال يتناول النقد، تعقبه الإجابة بـ(لا يوجد في الساحة المحلية ناقد) «! فما هو تعريفنا للناقد..؟ (هل هو فقط من يحمل شهادة متخصصة في النقد الفني)، (أم من يحمل شهادة في مجال من الفنون يكون النقد الفني جزء من متطلباتها ويمارس الكتابة عن موهبة وخبرة..؟؟).
فإذا كانت الإجابة الأولى: فنقول بالإجماع نعم لا يوجد لدينا نقاد، ولن يكون خلال السنوات القادمة، حتى يفتح لدينا قسم متخصص، وبذلك يصبح معظم النقاد في العالم بشكل عام وفي العالم العربي على وجه الخصوص (ممن يستكتبون كنقاد في مطبوعات المعارض المحلية) ليسوا نقادا، أم أن مزمار الحي لا يطرب؟ أم لثقتهم بأنهم سيجملون كتاباتهم بعبارات الثناء؟ ولكن يبدو أنها عقدة الأجنبي ايا كان موطنه ؟ فكثير ممن تنتشر كتاباتهم أو محاضراتهم ليسوا متخصصين، بل وجدوا لدينا أرضا خصبة للتقدير الذي لم يحصلوا عليه في مكان آخر! ثم لا ننسى أن الوضع مشابه بالنسبة لممارسي الفنون، فمعظمهم لا يحمل شهادة تخصصية، فهل يعني ذلك أنهم ليسوا بفنانين؟
أما إذا كانت الإجابة الثانية هي الصحيحة!.. فلدينا العديد من النقاد الدارسين للفنون والمثقفين بقراءات متعددة ومتابعة جيدة للحراك التشكيلي وتطوره وفوق ذلك مهارات وأدوات ربما يملكها بالفطرة وربما اكتسبها مع الخبرة، ولكن مسألة أن لا تعجب البعض كتابات هؤلاء أو آرائهم، فهذا موضوع شخصي، مثلما لا تعجبنا جميع أعمال الفنانين التشكيلية!
إلا إذا كان بعض الفنانين والفنانات يضعون حولهم بهذه المقولة حاجز وقائي، حتى لا يطالهم قلم الناقد؟ وربما أتفق مع البعض في أن الكثير لا ينقد بشكل متجرد بل يجامل، ومن يجاملك يجامل غيرك فقد نال الفن نصيبه من المحسوبية حتى في الكتابة النقدية!.
أخيراً أعتقد أن عدد الممارسين للفن يفوق بكثير عدد الكتّاب، خصوصا ممن يستطيعون الكتابة التحليلية بقلم صادق بعيد عن الشخصنة أو النسخ واللصق من مواقع الانترنت، إضافة إلى تأخر مجال ممارسة الكتابة في الفن عن مجال الممارسة شأننا شأن غيرنا في من سبقونا في هذا المجال، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد ناقد!
msenan@yahoo.com