الحج الركن الخامس من أركان الإسلام.. وكونه واجباً في العمر مرة يحرص كل مسلم أن يؤديه على الوجه الذي يرضي الله.. فلا رفث ولا فسوق ولا جدال، والمرأة شريكة الرجل في تلك العبادة، وذلك الحرص، لكن تلك العزيمة تفتر عندما يعترضها ما يشغلها ويلهيها.. فمثلاً في حملات الحج وبالتحديد داخل مخيمات النساء فبالرغم من حرص أصحاب تلك الحملات مشكورين على التنظيم والتوعية والإرشاد إلا أن هناك فوضى وتنافساً وانشغالاً بتوافه الأمور عن الأوقات الفاضلة، كالاهتمام المبالغ فيه بالمظهر والزينة فيتحول المكان إلى ضجيج (سشوار) و(أصباغ) و(ماكياج)، وتبديل ملابس بين الفينة والأخرى. كلنا يحب أن يكون مظهره حسناً قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال). لكن ليس بهذا الشكل المبالغ فيه، ومن الأخطاء صرف الوقت بالثرثرة، حيث الإبحار في الخصوصيات، والتنقيب في المشاكل والخلافات ومنها إلى الغيبة والتعرض للآخرين، ولا ننسى الانتظار الطويل الذي يفرضه الزحام داخل الحافلات والذي تظهر معه سلوكيات أخرى سيئة كالتذمر والتأفف وغضب يخرج معه ألفاظ لاتقبل، أو يقضي الانتظار بإطلاق البصر والتعليق والسخرية بالمارة، وما أن ينتهي الحج فأول مانفتتح به صفحات أعمالنا الغيبة، فتتصدر المجالس سب تلك الحملات، ومقت خدماتها.. ونشر أخطائها.. نهاية مؤسفة لكنها طبيعية لمن شغل وقته بما لا فائدة منه، عاش الفوضى وهدر الوقت، ولم يستثمر تلك الراحة، ويستشعر عظمة هذه العبادة. فقبل أن تركبي حافلة الحج.. هذه بعض السلبيات يفرضها التجمع النسائي، حاولي جاهدة الابتعاد عنها، واحرصي أن تقبلي على تلك الفريضة بقلبك وجوارحك.. استثمري وقتك بالمفيد كالدعاء والتلبية تلو التلبية، والتضرع والخشوع والاستغفار. وغيرها من الطاعات.
بريدة