سمعت كغيري عن عام المعلم وأفيدكم بأنني لا أعلم عن هذا العام شيئاً ولا أدري من الذي قرر هذا العام محليّاً أو دوليّاً ولا متى يبدأ هذا العام ولا متى ينتهي لكن موضوع المعلم مهم بالنسبة لنا جميعاً وكنت أود الحديث عن شؤون المعلمين لا شجونهم في مرات سابقة ولكن حال دون ذلك تداخل الموضوعات وأولوياتها أو المناسبات التي تتطلب الكتابة في حينها.
أولاً: يجب الاعتراف أننا في مدة زمنية سابقة جنينا على التعليم وعلى أبنائنا بأن دخل هذه المهنة من لا عمل ومن لم يجد وظيفة وكان الشرط الأساس لقبول المعلم توقيعه على استمارة تفيد بموافقته على العمل في المدينة أو القرية أو الهجرة التي تقررها «وزارة المعارف» أو لاحقاً «وزارة التربية والتعليم» ومن هؤلاء المعلمين من سلك الدرب واستفاد من تقويم بعض الموجهين ومنهم من هو بحاجة إلى العودة إلى مقاعد الدراسة لأنه تخرج بتقدير متدنٍّ «مقبول» ولم يسع في تطوير قدراته ومعارفه فلا ترقية ينتظرها ولا انتداب أو خارج دوام وإنما هو سلم يصعده كل عام «الجيد» و(الرديء).
ما زالت وزارة التربية والتعليم «تستخف» بصفوف المرحلة الابتدائية ويتم التوجيه عليها على حسب طلب المعلمين لا بحسب القدرات وقد أثمر ذلك أننا نرى تكويناً وتأسيساً ضعيفاً في الأساس وفي القراءة والكتابة وفي السابق كنا نرى طالب الصف الرابع الابتدائي يكتب المطولات إملاءً بدون أخطاء تقريباً جداً لا يمكن أن يوازيها طالب المرحلة الثانوية، وإذا ما أردتم التأكد من ذلك فأرجو من موجهي التوعية الدينية أو التربية الدينية في إدارة التعليم أن يقوموا بإجراء اختبار في قراءة القرآن « نظراً « لا حفظاً لمدرسي هذه المادة وسوف نجد عجباً وأمراً مهولاًً تشيب منه الرؤوس ولا أريد أن يكون الاختبار في المطولات ولا في المفصل بل في قصار السور.
والمعلمة كذلك فهناك معلمات يدرسن في غير تخصصهن ومعلمات يرغبن في الإجازات الطويلة والخروج المبكر ففضلن التعليم الابتدائي وهناك من منهن تخصصت في العلوم الشرعية واللغة العربية وبقدرة قادر تم تحويلها إلى (معلمات رياض أطفال) على الرغم من أهمية التخصص!!
إن لي احتكاكا ومعرفة ببعض المدرسين وحينما أستمع إلى حديثهم وضآلة معرفتهم وثقافتهم أترحم على مشايخ ومدرسين من الهامات العالية درسونا في المراحل الدراسية المختلفة ولن أقول المرحلة الثانوية والمتوسطة فقد درسنا على أيدي مشايخ كبار اختير منهم أعضاء لهيئة كبار العلماء ، ولكن حتى المراحل الابتدائية، كان المعلمون في قمة من الدراية والمعرفة والحرص والاهتمام سواء من كان منهم من أبناء الوطن أو من أبناء البلدان العربية.
والتعليم الأهلي بالتأكيد أسوأ حالاً من التعليم العام حتى أصبح هناك مدارس معروفة بأنها مدارس «النسبة» وقد كشفهم وفضحهم اختبار القدرات والقياس وكانت النتائج يستحيا منها ويتعجب لمن قارب في معدله على المئة في المستوى العلمي وقد عجز عن إجابات ثقافية وذكائية بسيطة يمكن أن يجيب عنها الإنسان العامي!!
وأحسنت وزارة التربية والتعليم في اختبار القياس للمعلمين وهذا أمر مطلوب ولكن يتبقى أمر آخر ألا وهو الإهمال واللا مبالاة لاحقاً من المدرسين والغياب المتعمد خصوصاً نهاية أيام الأسبوع وخاصة في أيام «المكاشيت» والتأخر في الحضور وعدم إعطاء التلاميذ حقهم من العناية والاهتمام والمحافظة على وقتهم وإعطائهم الوقت الكافي من التعليم والإرشاد والتوجيه.
إنه من الصعوبة بمكان أن يتم تقويم المعلمين التقويم الجيد لاكمّاً ولا كيفاً لأن أعداد الموجهين قليل بالنسبة للمعلمين ولكن حسن اختيار مديري المدارس من ذوي الأمانة والنزاهة والقوة العلمية والكفاءة الإدارية مع إعطائهم صلاحيات إدارية عقابية وتحفيزية سوف يسهم في عودة هيبة المعلم ومكانته.
alomari1420@yahoo.com