ربما يكون النصر.. الوحيد في أندية العاصمة الكبيرة الذي اختلف على تاريخه بعض الباحثين والمؤرخين والراصدين وتحديدا فيما يتعلق حول هوية مؤسسه الحقيقي وسنة تأسيسه00 فمنهم من ذكر أن النادي الأصفر تأسس عام 1375 على يد أبناء الجبعاء حسين وزيد وابن نفيسه, ومنهم من قال إن تأسيسه كان عام 1378 على يد أبناء المختار محمد وعبد الله، وآخرون يرون أن الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - أسس النادي في أواخر السبعينيات الهجرية رغم أن - الرمز النصراوي الراحل- لم يرتبط مع عشقه إلا في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي.. وهو ما أكده يرحمه الله (للجزيرة) في لقائه التاريخي الذي نشر بالعدد(9906) الصادر في 4-8-1420، وفي ظل هذه المعلومات التاريخية الهلامية والأرقام الصفراء المتباينة والصور الاجتهادية المتضاربة التي لم تحدد بالضبط من هو مؤسس النصر الحقيقي ومتى تأسس..؟! اتجهت بوصلة البحث عن الحقيقة الصفراء الدامغة -.. بحكم اهتماماتي بالتاريخ الرياضي - إلى قاضي التاريخ الرياضي وضابط معلوماته.. رائد الحركة الرياضية الأول الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله - وسألته ذات يوم وكنت معه برفقة الزميل الباحث التاريخي (فهد الدوس) في زيارة لعضو شرف نادي الهلال المرحوم بإذن الله (حسام الزهير) وكان على سرير المرض في بيته.. سألت عميد مؤرخي الحركة الرياضية الراحل.. عن قصة تأسيس نادي النصر ومن هو مؤسسه.. باعتباره أنه كان يمثل مصدراً من مصادر المعلومات الاولية وعايش أبرز أحداثها التاسيسية وتحولاتها التاريخية.. كمؤسس للحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى.. فأجاب بلغة الوثائق المثبتة وصوت الحقائق الدامغة وبلسان الأمانة التاريخية أن مؤسس النصر الحقيقي هو أحمد عبد الله الذي تبنى فكرة تكوين فريق أطلق عليه اسم (شباب النصر) ضم مجموعة من لاعبي النصر في عام 1375 ومنهم ناصر كرداش عبد الله بن نزهان وسعود العفتان الشهير» بابو حيدر» وناصر بن نفيسه وعبد الرحمن الحوبان وميزر أمان قبل مجيء حركة تسجيل وتصنيف الأندية رسمياً مطلع الثمانينيات الهجرية.. وما ذكره - شيخ الرياضيين - من حقائق مثبته وأدلة دامغة حول تأسيس النصر موجودة ومرصودة في سجلاته التاريخية المحفوظة في داره.. بما في ذلك حادثة الاستدانة وتأمين المستلزمات الرياضية التي قدمها - أبو مساعد - لنادي النصر في بداياته التاسيسية وتوفيره الاحتياجات الاساسية منور وملابس وأحذية رياضية، فضلاً عن تكفله بدفع قيمة إيجار النادي من أجل استمرار مسيرة الفريق الأصفر شأنه في ذلك شأن بقية فرق المنطقة التي دعمها في بداياتها التأسيسية، وهذه المبادرات الأخلاقية والقيم الوفائية من رائد الحركة الرياضية الراحل.. الموثقة والمثبتة في سجلاته التاريخية كما أشرت.. تحمل تواقيع كل من مؤسس النصر (أحمد عبد الله) وهو الآن حي يرزق..! ورئيس النادي الراحل (عبد الله مختار) الذي تزعمه عام 79-1380, (الجزيرة - العدد 9928)، وربما لا يعرف الكثير أن سبب تأخير إصدار كتاب (تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى) لابن سعيد بعد رصده وتوثيقه وضبطه من الرمز الكبير، والذي كان سيصدر منذ أكثر من عقدين من الزمن.. كان بسبب إشكالية تأسيس النصر وإرهاصاتها وما صاحبها من عدم الاعتراف بالمؤسس الحقيقي..! وتدخل إطراف دعمت الموقف النصراوي لأسباب (...)!! أبقت الإصدار التاريخي الثري على درجة الانتظار وحتى إشعار آخر...! الآن وبعد رحيل عميد مؤرخي الحركة الرياضية... وهو لم ير إصداره العلمي وإنتاجه التاريخي على حياته.. هل تبادر المؤسسة الرياضية بقيادة أمير الشباب المستنير.. بأخذ الزمام و تحقيق حلم (شيخ الرياضة والرياضيين) بظهور إصداره التاريخي الأول عن الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى بكامل حقائقه الدامغة ومعلوماته المرصودة وأرقامه المثبتة وبياناته الصحيحة دون حذف أو بتر..أو ولادة أشبه بولادة الخديج. تخالف منهجية وأسس وأمانة ونزاهة وقيم التوثيق التاريخي العلمي الرصين..!!؟
K-aldous@hotmail.com