انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
أميرٌ أحببناه وأحبَّنا، قدَّر كبيرنا، وعطف على صغيرنا، رَفَد الفقير، وتكفَّل باليتيم، وعضَّد العاجز.
أمير ملأ المجد بُرْديه، فهو ابن العبقري عبدالعزيز الذي وحَّد البلاد، وقضى على الفرقة، ووضع الأسس المتينة لكيان، حافظ أبناؤه -ومنهم الأمير الفقيد- على بقائه وتقويته.
الأمير سلطان -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- إداري ناجح، محنك، كسب الخبرة من الأعمال التي تسنم ذروتها، وبدأ صعود سلمها الثابت بإمارته للرياض، وهو لا يزال غض الإهاب، وأخذ من والده العظيم -رحمه الله- حكمته وحنكته وحزمه وعزمه، وحسن تقديره للأمور، وإعطاء كل أمر مهم حقه من الالتفاتة والوقت والجهد. والإمارات في المناطق، خصوصاً إمارة الرياض، مدرسة ناجحة لكل رجل حكم، لأنها مملكة مصغرة، وكانت إمارة الرياض هي أول خطوة له في الإدارة، وقد زُجَّ به فيها في بحر أجاج سبح بين أمواجه، ووصل إلى الشاطئ بسلام، ولعل ذلك أثلج صدر والده، ورأى فيه نبتة كريمة صاعدة، وإذا كانت الإمارة بحراً فإن وزارة الدفاع محيط مصطخب الأمواج.
***
عرف -رحمه الله- بحسن الخلق، وبشاشة الاستقبال، وقضاء الحاجات، ورِفْد المحتاج بكرم متناهٍ، وجودٍ مدرار.
وعرف -رحمه الله- بالذكاء والنباهة وحسن التقدير، والنظرة العميقة للأمور، ووزنها بميزان دقيق، ومعالجة المشكلات بتؤدة وأناة، وبصيرة.
وعرف -رحمه الله- بوزن الأمور من جميع جوانبها، كان نظره صائباً، وتقديره موفقاً، مما جعله -رحمه الله- يصل إلى النجاح فيما يقدم عليه في أي أمر يعالجه، أو يتصدى له أو يعترض طريقه، أو يوكل إليه.
**
زامن -رحمه الله- زمناً صعباً داخلياً وخارجياً، فكان اليد اليمنى لولي الأمر، بفكره وعقله وعمله، لا تكاد اللجان التي يرأسها، والمهمات التي وُكلت إليه تعد أو تحصى، كانت توكل إليه الأمور الصعبة، فيتصدى لها بإقدام وحسن تبصر.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح جناته، وأعظم الله الأجر لخادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي النائب الثاني، وجميع الأسرة رجالاً ونساءً.. و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .