الحدث جلل؛ فالفقيد شخصية عظيمة، ساهمت مساهمة فاعلة ومؤثرة فيما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تطور ورقي ومكانة عالمية في المجالات كافة.. فسلطان بن عبدالعزيز الرجل التاريخي، الذي أحب الناس وأحبوه، له في كل عرس قرص، وله في كل مجال وطني تأثير، وله في كل عمل خير مساهمة؛ فهو حلال مشاكل الفقراء والأيتام والمكلومين.. ولأن سموه - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - شمل بعطفه ورعايته وكرمه كل أطياف الشعب السعودي فقد كان للرياضة نصيب من عاصمة الكرم والجود والعطاء سلطان بن عبدالعزيز؛ فكان سموه - يرحمه الله ويغفر له - المنقذ والداعم للكثير من الاتحادات والمنتخبات واللاعبين. ومن واقع معايشة حين كنت عضواً في اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة فقد كان للأمير الراحل مواقف لا تُنسى، ولم تُذكر في وقتها تحقيقاً لرغبة المرحوم - بإذن الله - فقد كان يساند اللاعبين ويدعمهم ويحل مشاكلهم بل كان يحل مشاكل الاتحاد المالية وغيرها بأريحية وأبوّة اعتادها الناس وتربوا عليها وعايشوها.. وكذلك كان يفعل مع الاتحادات الأخرى.
فلكل مشكلة لدى أبي خالد حل لها؛ فهو - يرحمه الله - لم يكن دعمه مقتصراً على استقبالاته للاتحادات والفرق والمنتخبات بعد الإنجازات وتكريمها؛ فذلك ما يظهر للإعلام بحُكْم الموقع والمكانة، ولكن ذلك لم يكن يمثل إلا جزءاً يسيراً جداً مما يقدمه فقيد الأمة للمجتمع الرياضي؛ فمواقف الراحل الكبير لها دور رئيس في كل الإنجازات التي تحققت للفرق واللاعبين والمنتخبات والاتحادات.
إننا ونحن نودع الوالد العطوف وولي الأمر والرمز فإننا نتذكر ونستذكر ابتسامته التي تبعث على التفاؤل والطمأنينة، سنفتقدها في المناسبات الرياضية التي كان يرعاها ويضفي عليها ألقاً ومحبة وتفاؤلاً.. سنفتقد توجيهاته التي كان يقدمها للمسؤولين والمتابعين لهذه المناسبات، والتي كان الرجل التاريخي يوجه من خلالها رسائل يعيها ويعنيها..
سيفتقدك المكان والزمان، ولكنك ستظل في القلب والوجدان.. سنفقد صوتك، ولكننا لن ننساه.. ستظل ملء السمع والبصر حتى وإن غبت؛ فأعمالك ومواقفك وتاريخك كلها ستظل حاضرة؛ فالتاريخ الذي كتبته سيحتفظ به التاريخ؛ فقد صنعته بأبوّة وبوطنية وبمواقف إنسانية تميَّزت بها وميزتك..
أعرف جيداً أن تاريخ الأمير سلطان بن عبدالعزيز لا يمكن أن يُختزل بمقال واحد، ولا يمكن حصر ما قدمه للرياضة مثلاً في مجلدات، فما بالك ببقية أعماله التي ساهم بها في جعل هذا البلد آمناً مطمئناً..
رحمك الله أيها الرجل العظيم، وأسكنك فسيح جناته، وألهم الأمة الصبر والسلوان.